كتاب الإشاعة لأشراط الساعة

وقد ظهر لعن آخر هَذه الأمة أولها في الرافضة قبَّحهم الله تعالى.
ومنها: "إذا اقترب الزمان كثُر لُبس الطيالسة، وكثرت التجارة، وكثر المال، وعُظِّم رب المال لماله، وكثرت الشُّرط، وكانت إمارة الصبيان، وكثرت النساء، وجار السلطان، وطففت المكيال والميزان" رواه الطبراني، والحاكم، عن أبي ذر - رضي الله عنه -.
والتطفيف: هو نقص الكيل والوزن والذرع، وهو من الكبائر، قال تعالى: {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ (1) الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ}؛ أي: اشتروا منهم {يَسْتَوْفُونَ (2) وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ}؛ أى: باعوهم {يُخْسِرُونَ}.
ومنها: "أن الشيطان ليتمثل في صورة الرجل، فيأتي القوم فيحدثهم بالحديث من الكذب، فيتفرقون، فيقول الرجل منهم: سمعت رجلًا أعرف وجهه ولا أدري ما اسمه يحدث" رواه مُسلم في مقدمة "صحيحه" عن ابن مسعود - رضي الله عنه -.
ومنها: "أن في البحر شياطين مسجونة أوثقها سليمان عليه السلام يوشك أن تخرج فتقرأ على الناس قرآنًا" رواه مسلم عن ابن عمرو رضي الله عنهما.
ومنها: "إذا اقترب الزمان يُربّي الرجل جروًا -أي: ولد الكلب- خير له من أن يربي ولدًا له، ولا يوقر كبير، ولا يرحم صغير، ويكثر أولاد الزنا حتى أن الرجل ليغشى المرأة -أي: يزني بها- على قارعة الطريق، يلبسون جلود الضأن على قلوب الذئاب، أمثلهم في ذلك الزمان المُدَاهِن" رواه الطبراني، والحاكم، عن أبي ذر - رضي الله عنه -.
ومعنى: "يلبسون جلود الضأن" ... إلى آخره: أنهم يُلَينون القول، ويحسنون الفعل رياءً، وقلوبهم كالذئاب.
ومنها: "إذا كانت الفاحشة في كباركم، والمُلك في صغاركم، والعلم في رُذَّالِكم، والمُدَاهنة في خياركم" رواه أحمد، وابن ماجه، عن أنس - رضي الله عنه -.
ومنها: "إذا تقارب الزمان ينقي الموت خيار أمتي؛ كما ينقي أحدكم الرطب من الطبق" رواه الرامهرمزي عن أبي هريرة - رضي الله عنه -.

الصفحة 148