كتاب الإشاعة لأشراط الساعة

ومنها: "إذا تطاول الناس في البنيان -وفي رواية: "إذا رأيت الحُفاة العُراة العالة رِعَاء الشاء يتطاولون في البنيان، فانتظروا الساعة" رواه الشيخان عن عمر - رضي الله عنه -.
وذلك حيث كَثُرت أموالهم، وامتدت وجاهتهم، ولم يكن لهم دأبٌ ولا همةٌ سوى البناء؛ لأنهم لا يشتغلون بالعبادة ولا بالعلم ولا بالجهاد.
ومنها: "إذا وُسِّدَ الأمر -وفي رواية: "أسند الأمرُ"- إلى غير أهله فانتظروا الساعة" رواه البخاري عن أبي هريرة - رضي الله عنه -.
ولله در القائل:
أَيَا دَهْرُ أَعْمَلْتَ فِينَا أَذَاكَا ... وَوَلَّيْتَنَا بَعْدَ وَجْهٍ قَفَاكَا
قَلَبْتَ الشِّرَارَ عَلَيْنَا رُؤُوسًا ... وَأَجْلَسْتَ سَفلتنَا مُسْتَوَاكَا
فَيَا دَهْرُ إِنْ كُنْتَ عَادَيْتَنَا ... فَهَا قَدْ صَنَعْتَ بِنَا مَا كَفَاكَا
ومنها -من أشراط الساعة-: "أن يتدافع أهل المسجد لا يَجدُون إمامًا يصلي بهم" رواه أحمد، وأبو داود، عن سُلامة بنت الحران.
ومنها: "لا تذهب الدنيا حتى يمر الرجل على القبر، فيتمرغ عليه، ويقول: يا ليتني كنت مكان صاحب هذا القبر. وليس به الدِّين؛ ما به إلَّا البلاء" رواه مسلم، وابن ماجه، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -.
ومنها: "لا تقوم الساعة حتى تقتلوا إمامكم (¬1)، وتجتلدوا بأسيافكم، ويرث دنياكم شراركم".
وهذا قد وقع كثيرًا، ولا يزالُ يقع من قتل الملوك، وهم إن لم يكونوا أئمة، لكنهم نواب عنهم، فقتلهم بمنزلة الأئمة.
ومنها: "أن من أشراط الساعة أن يُلتمس العلم عند الأصاغر" رواه الطبراني عن أبي أمية الجُمحي.
¬__________
(¬1) وحمله صاحب "إزالة الخفاء" على شهادة عثمان - رضي الله عنه - (ز).

الصفحة 149