كتاب الإشاعة لأشراط الساعة

ومعناه: أن الأكابر من أولاد المهاجرين والأنصار بل ومن قريش يشتغلون بطلب الدنيا والجاه، ويبقى الأصاغر من الموالي وأخلاط الناس هم الذين يتعلمون، فيطلب منهم الفتاوى في الواقعات.
ومنها: "لا تقوم الساعة حتى يقتل الرجل أخاه لا يدري فيم قتله" رواه الحاكم في "تاريخه" عن أبي موسى - رضي الله عنه -.
ومنها: -من أشراط الساعة-: "أن يَملُكَ من ليس أهلًا أن يُمَلّك، ويُرفع الوضيع ويُتَّضعَ الرفيع" رواه نُعيم بن حماد عن كثير بن مرة مُرسلًا.
ومنها -من اقتراب الساعة-: إذا كثر خُطباء منابركم، وركن عُلماؤكم إلى وُلاتِكُم، فأحلوا لهم الحرام، وحرّموا عليهم الحلال، فأفتوهم بما يشتهون" رواه الديلمي عن عليّ كرّم الله وجهه.
ومنها -من اقتراب الساعة-: إذا تَعلَّم عُلماؤكم ليَجلبوا به دنانيركم ودراهمكم، واتخذتم القرآن تجارة" رواه الديلمي عن عليّ كرّم الله وجهه.
ومعناه: يقرؤون القرآن بالأجرة، لا يقرؤون لله.
ومنها: "لا تزال الأمة على شريعة حسنة ما لم تظهر فيهم ثلاث: ما لم يقبض منهم العلم، ويكثر فيهم ولد الحِنْث، ويظهر فيهم السَّقارُون". قالوا: وما السَّقارُون؟ قال: "نشَءٌ يكونون في آخر الزمان؛ تكون تحيتهم بينهم إذا تلاقوا التَّلاعُنُ" رواه أحمد والطبراني، والحاكم، عن معاذ بن أنس - رضي الله عنه -.
قُلْتُ: وهذا كثير في الفلاحين، والبقالين، والسَّفلةُ، فيبدأ أحدهم بشتم صاحبه عند التلاقي قبل السلام، بل ويمضي كل منهما ولا يعرفون السلام، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
ومنها: "لا تقوم الساعة حتى يعمد الرجل إلى النبطية فيتزوجها على معيشة، ويترك بنت عمه لا ينظر إليها" رواه الطبراني عن أبي أمامة - رضي الله عنه -.
ومعناه: يتزوج الدَّنِية الأصل؛ لغناها، ويترك بنت عمه الأصيلة؛ لفقرها.
ومنها: "أن من أمارتها: أن تُقطع الأرحام، ويُؤخذ المال بغير حقه، وتُسفَكَ

الصفحة 150