كتاب الإشاعة لأشراط الساعة

تَذْنيبٌ
اشتملت قصة الدجال على جُملةٍ من الأشراط:
منها: القحط الشديد ثلاث سنين، وقد مر حديثه، وإليه الإشارة بقوله - صلى الله عليه وسلم -: "تكون بين يدي الساعة سنوات خِدَاعات، يُصدق فيها الكاذب، ويُكذب الصادق" ... الحديث.
ومنها: تقارب الزمان، حتى تكون السنة كالشهر، والشهر كالجمعة، والجمعة كاليوم، واليوم كالساعة، والساعة كالضرمة بالنار.
ومنها: إخراج الأرض كنوزها، وكان هذا يقع في زمن كل من المهدي وعيسى عليهما السلام والدجال، فَيُخرَجُ لكل منهم شيء منها، لكنه في زمنهما رحمة، وفي زمن الدجال بلاءٌ وامتحان.
ومنها: خروج الشياطين، وإتيانهم بالأخبار الكاذبة، وقراءتهم قرآنًا على الناس، وقد مر أحاديث جميع ذلك.
ومنها: كُفر أقوام بعد إيمانهم ورجوعهم إلى عبادة الأوثان.
أخرج الطيالسي عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: "لا تقوم الساعة حتى يرجع ناسٌ من أمتي إلى عبادة الأوثان يعبدونها"، وأحاديثه كثيرة.
ومن الأشراط القريبة: نزول عيسى (¬1) على نبينا وعليه الصلاة والسلام، قال تعالى: {وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ}، وقال تعالى: {وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا}، وقُرئ في الشواذ: (لعَلَم) بفتح العين واللام، بمعنى: العلامة.
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حَكمًا عَدلًا، فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية. . ." الحديث. رواه الشيخان.
¬__________
(¬1) وقد حُكِمَ على رواياته بالتواتر؛ كما حكاه مولانا أنور شاه الديوبندي في رسالته في الرد على القادياني المسماة: "عقيدة الإسلام". (ز).

الصفحة 267