كتاب الإشاعة لأشراط الساعة

المقام الثاني في حليتهم، وسيرتهم
أما حليتهم: فأخرج ابن أبي حاتم من طريق شريح بن عبيد، عن كعب قال: هم ثلاثة أصناف:
صِنْفٌ أجسادهم كالأَرز؛ وهو بفتح الهمزة وسكون الراء ثم زاي معجمة: وهو شجر كبير جدًا.
قال في "النهاية": هو شجر الأَرز وهو خشب معروف، وقيل: شجر الصنوبر.
وصِنْفٌ منهم أربعة أذرع في أربعة أذرع.
وصِنْفٌ يفترشون إحدى آذانهم، ويلتحفون الأخرى.
ووقع في حديث حذيفة نحوه.
وأخرج هو والحاكم من طريق أبي الجوزاء: عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "يأجوج ومأجوج شبرًا شبرًا، وشبرين شبرين، وأطولهم ثلاثة أشبار".
وأخرج عن قتادة قال: "يأجوج ومأجوج ثنتان وعشرون قبيلة، بنى ذو القرنين على إحدى وعشرين، وكانت منهم قبيلة غائبة في الغزو وهم الأتراك، فبقوا دون السد".
وأخرج ابن مردويه من طريق السُدّي قال: "الترك سريةٌ من سرايا يأجوج ومأجوج تغيبت، فجاء ذو القرنين فبنى السَدّ فبقوا خارجًا".
وأخرج أحمد والطبراني عن خالد بن عبد الله بن حرملة، عن خالته؛ مرفوعًا: "إنكم تقولون لا عدو، وإنكم لا تزالون تقاتلون عدوًا حتى تقاتلوا يأجوج ومأجوج، عراض الوجوه، صغار العيون، صُهْب الشعور من كل حدب ينسلون، كأن وجوههم المجان المطرقة".
قُلْتُ: وهذا يؤيد أن الترك قبيلة منهم، والصهبة بين الحمرة والسواد، ورجل أصهب وامرأة صهباء.

الصفحة 285