كتاب الإشاعة لأشراط الساعة

علي ما لا يقدر عليه عشرة من بُعران الدنيا، ويحتمل أن يتعاقبوه. انتهي ملخصًا.
وقال الخطابي والقرطبي، وصوبه القاضي عياض وقواه بحديث حذيفة بن أسيد - رضي الله عنه -: إن هذا الحشر يكون قبل يوم القيامة، يُحشر الناس أحياء إلى الشام، وأما الحشر من القبور فهو علي ما في حديث ابن عباس رضي الله عنهما.
قال: وقوله: "اثنان علي بعير إلى عشرة" يريد: أنهم يعتقبون أنهم يتعاقبون البعير الواحد يركب بعض ويمشي بعض؛ أي: وذلك لقلة الظهر كما في بعض الأحاديث.
قال القاضي عياض: ويقويه آخر حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -: "تقيل معهم وتبيت، وتصبح وتُمسي"، وأن هذه الأوصاف مُختصةٌ بالدنيا.
ورجحه الطيبي وتعقب علي الشارح المذكور، وأجاب عن أول وجوه ترجيحه بأن الدليل المخصص ثابت، فقد ورد في عدة أحاديث وقوع الحشر في الدنيا إلى جهة الشام، وذكر حديث حذيفة بن أسيد السابق ذكره، وحديث معاوية بن حيدة رفعه: "إنكم محشورون -ونحى بيده نحو الشام- رجالًا ورُكبانًا وتخرون علي وجوهكم"، أخرجه الترمذي، والنسائي، وسنده قوي.
وحديث: "ستكون هجرة بعد هجرة، وينحاز الناس إلى مهاجر إبراهيم، ولا يبقي في الأرض إلا شرارها، تلفظهم أرضوهم، تحشرهم النار مع القردة والخنازير، تبيت معهم إذا باتوا، وتقيل معهم إذا قالوا" أخرجه أحمد بسندٍ لا بأس به.
وحديث: "ستخرج نارٌ من حضر موت تحشر الناس. قالوا: فما تأمرنا يا رسول الله؟ قال: عليكم بالشام".
قال: فليس المراد بالنار في هذه الأحاديث نَارَ الآخرة كما زعمه المعترض، وإلا لقيل: تحشر بقيتهم إلى النار، وقد قال: "تحشر بقيتهم النار" فأضاف الحشر إليها.
قال: والجواب عن الثاني أن التقسيم المذكور في سورة الواقعة لا يستلزم أن يكون

الصفحة 337