كتاب الإشاعة لأشراط الساعة

ذَيْل الإِشَاعَةِ فِي الفِتَنِ البَاقِيَةِ
أسئلة الدجال "جمع الفوائد" (2 ص 293)
1 - عن نخل بيسان قال: هل يثمر؟ قالوا: نعم. قال: يوشك أن لا يثمر.
2 - وعن بحيرة طبرية. هل فيها ماء؟ قالوا: نعم. قال: يوشك أن يذهب.
3 - عين زغر. قالوا: يزرع، وفيها ماء كثيرة (¬1).
¬__________
(¬1) أشار شيخنا رحمه الله تعالى إلى حديث معروف بين طلاب العلم بحديث الجسّاسة، رواه النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الصحابي تميم الداري رضي الله تعالى عنه، قد رواه الإمام مسلم، والإمام أبو داود، والإمام الترمذي رحمهم الله تعالى، وفي الحديث لطيفةٌ إسنادية حديثية؛ وهي رواية النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الصحابي.
عن فاطمة بنت قيس رضي الله تعالى عنها: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر فنودي الصلاة جامعة، فلما قضى الصلاة جلس على المنبر وهو يضحك فقال: ليلزم كل إنسان مصلاه. قال: هل تدرون لم جمعتكم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: إني والله ما جمعتكم لرغبة ولا لرهبة، ولكن جمعتكم لأن تميمًا الداري كان رجلًا نصرانيًا، فجاء فبايع وأسلم، وحدثني حديثًا وافق الذي كنت أحدثكم عن المسيح الدجال:
حدثني أنه ركب في سفينة بحرية مع ثلاثين رجلًا من لَخْم وجُذَام، فلعب بهم الموج شهرًا في البحر، ثم أرفؤوا إلى جزيرة في البحر حيث مغرب الشمس، فجلسوا إلى أَقْرُب السفينة، فلقيتهم دابةٌ أهلب كثير الشعر لا يدرون ما قُبله من دُبره، فقالوا: ويلك! ما أنت؟ قالت: أنا الجسّاسة. قالوا: وما الجساسة؟ قالت: أيها القوم؛ انطلقوا إلى هذا الرجل الذي في الدير؛ فإنه إلى خبركم بالأشواق. قال: لما سمت لنا رجلًا فرقنا منها أن تكون شيطانة، فانطلقنا سراعًا حتى دخلنا الدير، فإذا فيه أعظم إنسان رأيناه قط خلقًا وأشده وثاقًا، مجموعة يداه إلى عنقه ما بين ركبتيه إلى كعبيه بالحديد، قلنا: ويلك! ما أنت؟ قال: قد قدرتم على خبري، فأخبروني ما أنتم؟ قال: نحن ناسٌ من العرب، ركبنا في سفينة بحرية، فصادفنا البحر حين اغتلم، فلعب بنا الموج شهرًا ثم أَرْفأنا إلى جزيرتك هذه، فجلسنا في أَقْرُبِها، فدخلنا الجزيرة، فلقينا دابة أهلب كثير الشعر لا ندري ما قُبله من دبره من كثرة الشعر، فقلنا: ويلك! ما أنت؟ فقالت: الجساسة. قلنا: وما الجساسة؟ قالت اعمدوا إلى هذا الرجل الذي في الدير؛ فإنه إلى خبركم بالأشواق، فأقبلنا إليك سراعًا، وفزعنا منها، ولم نأمن أن تكون شيطانة. قال: أخبروني عن نخل بيسان. قلنا: عن أي شأنها تستخبر؟ قال: أسألكم عن نخلها هل يثمر؟ فقلنا له: نعم. قال: أما إنها توشك أن لا تثمر. قال: أخبروني عن بحيرة طبرية. قلنا: عن أي شأنها تستخبر؟ قال: هل فيها ماء؟ قالوا: هي كثيرة الماء، قال: أما إنها يوشك أن يذهب، قال: أخبروني عن عين زغر. قالوا: عن أي شأنها تستخبر؟ قال: هل في العين ماء، وهل يزرع أهلها بماء العين؟ قلنا له: نعم هي كثيرة الماء، وأهلها يزرعون من مائها، =

الصفحة 351