كتاب الإشاعة لأشراط الساعة

ونهى عن بيع الرطب، ثم جمع منه شيئًا كثيرًا وأحرقه، وكان مقدار النفقة على إحراقه خمس مئة دينار.
ونهى عن بيع العنب، وقلب خمسة آلاف ألف جرة من جرار العسل في البحر، وكسر جراره.
وأمر النصارى واليهود بالدخول في الإسلام كُرهًا، ثم أمرهم بالعود إلى أديانهم، فارتد منهم في سبعة أيام ستة آلاف، وخرب كنائسهم ثم أعادها.
وادعى الربوبية، وكتب: باسم الحاكم الرحمن الرحيم.
واجتمع له كثير من الجهال، وبذل لهم المال، ونادوه باسم الإله، فكانوا إذا رأوه قالوا: يا واحد، يا أحد، يا محيي، يا مميت.
وصَنَّف له بعض الباطنية كتابًا ذكر فيه: أن روح آدم انتقل إلى عليٍّ، ثم إليه، وقُرِئَ هذا الكتاب بجامع القاهرة، وَسُيِّر هذا المُصَنِّفُ إلى جبال الشام، فنزل بوادي التيم، وناحية بانياس، واستمال الناس، وأعطاهم المال، وأباح لهم الخمر والزنا، ودعاهم إلى معتقد الحاكم، فَأضلّ منهم خلقًا كثيرًا.
وفي وادي التيم إلى يومنا هذا قرىً كَثيرة يعتقدون رجوع الحاكم، وأنه يعود ويمهد الأرض. هذا كلامه مُلخصًا.
واستمروا بها ظالمين إلى أن أبادهم الله على أيدي السلاطين الأكراد الأيوبية، وتولى هؤلاء أيضًا قَريبًا من مئتي سنة؛ من سنة أربع وستين وأربع مئة إلى سنة ثمان وأربعين وست مئة، آخرهم الملك المعظم تورانشاه قتله أتباعهم الأتراك، وتولى أولئك أيضًا؛ من هذه السنة إلى سنة ثمان وسبعين وسبع مئة، ثم استولى على الأمر أتباعهم الجراكسة إلى سنة اثنتين وعشرين وتسع مئة، ثم غلبهم ملوك بني عُثمان إلى يومنا هذا.
فالملك والأرض لله يُورِثُها من يشاء من عباده، والعاقبة للمتقين، والحمد لله رب العالمين.

الصفحة 81