والسائل ملكان لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه إنه ليسمع قرع نعالهم قال: يأتيه ملكان فيقعدانه..". رواه مسلم77. واسمهما: منكر ونكير، كما رواه الترمذي عن أبي هريرة مروفعًا وقال: حسن غريب، قال الألباني: وسنده حسن وهو على شرط مسلم78، والسؤال عام للمكلفين من المؤمنين والكافرين ومن هذه الأمة وغيرهم على القول الصحيح وفي غير المكلفين خلاف. وظاهر كلام ابن القيم في كتاب الروح ترجيح السؤال. ويستثنى من ذلك الشهيد لحديث رواه النسائي79، ومن مات مرابطًا في سبيل الله لحديث رواه مسلم80.
عذاب القبر أو نعيمه:
عذاب القبر أو نعيمه حق ثابت بظاهر القرآن وصريح السنة وإجماع أهل السنة قال الله تعالى في سورة الواقعة:
{فَلَوْلا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ , وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ} [الواقعة: 83، 84] .
__________
77 البخاري: كتاب الجنائز: باب الميت يسمع خفق النعال "1338".
ومسلم: كتاب الجنة وصفة نعيمها: باب عرض مقعد الميت من الجنة أو النار عليه "2870" "70" من حديث أنس رضي الله عنه.
78 حديث حسن: الترمذي "1071" وابن حبان "780 - موارد" وابن أبي عاصم في السنة "864" وقال الترمذي: حسن غريب وحسنه الألباني في ظلال الجنة في تخريج السنة "864" وقال في الصحيحة "1391": إسناده جيد رجاله كلهم ثقات رجال مسلم.
79 حديث صحيح: أخرجه النسائي "279/1" عن رجل من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- أن رجلاً قال: يا رسول الله: ما بال المؤمنين يُفتنون في قبورهم إلا الشهيد؟ قال: "كفى ببارقة السيوف على رأسه فتنة".
وقال الألباني في أحكام الجنائز ص "36": وسنده صحيح. أ. هـ.
80 مسلم: كتاب الإمارة: باب فضل الرباط في سبيل الله عز وجل: "1913" "163" من حديث سلمان الفارسي رضي الله عنه.