كتاب تعليق مختصر على لمعة الاعتقاد للعثيمين

أنها لا يعلم ما قدر عظمها إلا الله، يخطف الناس بأعمالهم" 106، وفي صحيح مسلم من حديث أبي سعيد -رضي الله عنه- قال: "بلغني أنه أدق من الشعر وأحد من السيف" 107، وروى الإمام أحمد نحوه عن عائشة -رضي الله عنها- مرفوعًا.
العبور على الصراط وكيفيته:
لا يعبر الصراط إلا المؤمنون على قدر أعمالهم لحديث أبي سعيد -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وفيه: "فيمر المؤمنون كطرف العين وكالبرق وكالريح وكالطير وكأجاويد الخيل والركاب فناجٍ مسلم ومخدوش مرسل ومكدوس في جهنم". متفق عليه108، وفي صحيح مسلم: "تجرى بهم أعمالهم ونبيكم قائم على الصراط يقول: يا رب سلم سلم، حتى تعجز أعمال العباد حتى يجيء الرجل فلا يستطيع السير إلا زحفًا" 109، وفي صحيح البخاري: "حتى يمر آخرهم يسحب سحبا" 110.
__________
106 البخاري: كتاب الرقاق: باب الصراط جسر جهنم "6573".
ومسلم: كتاب الإيمان: باب معرفة طريق الرؤية "182" "299". من حديث أبي هريرة مطولا.
107 ذكره الإمام مسلم في صحيحه عقب روايته لحديث أبي سعيد الخدري "183" "302" المتقدم، قال: قال أبو سعيد: بلغني أن الصراط أحدُّ من السيف وأدَقٌ من الشَّعرة، وراجع تعليق الحافظ ابن حجر في الفتح "454/11" على هذا البلاغ في بحث جيد.
108 تقدم تخريجه ص "126".
109 مسلم: كتاب الإيمان باب أدنى أهل الجنة منزلة "195" "329"، من حديث حذيفة وأبي هريرة رضي الله عنهما.
110 البخاري: كتاب التوحيد: باب قول الله تعالى {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ , إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [القيامة: 22، 23] "7439" من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.

الصفحة 127