كتاب تعليق مختصر على لمعة الاعتقاد للعثيمين

وأفضل زوجات النبي -صلى الله عليه وسلم- خديجة وعائشة رضي الله عنهما، ولكل منهما مزية على الأخرى146، فلخديجة في أول الإسلام ما ليس لعائشة من السبق والمؤازرة والنصرة، ولعائشة في آخر الأمر ما ليس لخديجة من نشر العلم ونفع الأمة، وقد برأها الله مما رماها به أهل النفاق من الإفك في سورة النور.
قذف أمهات المؤمنين
قذف عائشة بما برأها الله منه كفر؛ لأنه تكذيب للقرآن وفي قذف غيرها من أمهات المؤمنين قولان لأهل العلم أصحهما أنه كفر؛ لأنه قدح في النبي -صلى الله عليه وسلم- فإن الخبيثات للخبيثين.
[89] ومعاوية خال المؤمنين، وكاتب وَحْي الله، أحد خلفاء المسلمين رضي الله عنهم.
.... الشرح....
معاوية بن أبي سفيان
هو أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب، ولد قبل البعثة بخمس سنين، وأسلم عام الفتح، وقيل: أسلم بعد الحديبية وكتم إسلامه وَلَّاه عمر الشام
__________
146 قال الحافظ الذهبي في سير أعلام النبلاء "140/2" في ترجمة أم المؤمنين عائشة: وكانت امرأة بيضاء جميلة ومن ثم يقال لها الحميراء، ولم يتزوج النبي -صلى الله عليه وسلم- بكرًا غيرها، ولا أحب امرأة حبها، ولا أعلم في أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- بل ولا في النساء مطلقا امرأة أعلم منها، وذهب بعض العلماء إلى أنها أفضل من أبيها وهذا مردود وقد جعل الله لكل شيء قدرا، بل نشهد أنها زوجة نبينا في الدنيا والآخرة، فهل فوق ذلك مفخر؟ وإن كان للصديق خديجة شأوٌ لا يلحق وأنا واقف في أيتهما أفضل، نعم جزمت بأفضلية خديجة عليها لأمور ليس هذا موضعها. أ. هـ.

الصفحة 155