كتاب تعليق مختصر على لمعة الاعتقاد للعثيمين
مقدمة التحقيق
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
وبعد:
فهذا كتاب شرح لمعة الاعتقاد لابن قدامة تأليف الشيخ محمد الصالح العثيمين في حلته الجديدة نقدمه لإخواننا المسلمين ليروا فيه صورة مشرقة زاهية ناصعة نقية لاعتقاد الفرقة الناجية المنصورة إلى قيام الساعة أهل السنة والجماعة. وفي وقت أحوج ما نكون فيه إلى تصحيح الاعتقاد الذي هو بمثابة الأساس الراسخ لبنيان الأعمال الصالحة. وقد ضرب مؤلف هذا المعتقد بسهم وافر في السير على طريقة السلف وأئمة المحدثين في هذا الباب فتراه قد ملأ كتابه بالآيات القرآنية والنصوص الحديثية وأقوال الصحابة وأقوال الأئمة الأعلام. فقد كان رحمه الله حسن الاعتقاد1، نزهًا عابدًا على قانون السلف2 إمامًا في العلم والعمل. وكان لهذا المعتقد السليم أثر بالغ في حياته حتى قالوا عنه: من رآه كأنه رأى بعض الصحابة3 وقد نقل العلامة ابن القيم في كتابه اجتماع الجيوش الإسلامية فقرة من هذا المعتقد وصدر ذلك بقوله: قول شيخ الإسلام موفق الدين أبي محمد عبد الله بن أحمد المقدسي الذي اتفقت الطوائف على قبوله وتعظيمه وإمامته خلا جهمي أو معطل4 ا. هـ.
__________
1 وصفه بذلك عمرو بن الحاجب كما في سير أعلام النبلاء "167/22".
2 وصفه بذلك ابن النجار كما في الذيل على طبقات الحنابلة "135/2".
3 القائل هو سبط ابن الجوزي كما في الذيل "134/2".
4 اجتماع الجيوش ص "191".
الصفحة 3
192