كتاب تعليق مختصر على لمعة الاعتقاد للعثيمين

... الشرح....
الصفة الحادية عشرة: العجب:
العجب من صفات الله الثابتة له بالكتاب والسنة وإجماع السلف.
قال الله تعالى: {بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُون} [الصافات: 12] .
على قراءة ضم التاء*.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "يعجب ربك من الشاب ليست له صبوه" رواه أحمد وهو في المسند ص 151ج4 عن عقبة بن عامر مرفوعا وفيه ابن لهيعة24.
وأجمع السلف على ثبوت العجب لله فيجب إثباته له من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل، وهو عجب حقيقي يليق بالله.
__________
* يشير الشيخ -حفظه الله- إلى قراءة حمزة والكسائي وخلف بضم التاء. راجع: المبسوط في القراءات العشر لابن مهران الأصبهاني ص "375"، والسبعة في القراءات لابن مجاهد ص "547".
24 حديث ضعيف: أخرجه أحمد "151/4" وابن أبي عاصم في السنة "571" وأبو يعلى "1479" والطبراني في الكبير "309/17" والقضاعي في مسند الشهاب "576" وتمام الرازي في فوائده "1287" والبيهقي في الأسماء والصفات ص "600" ونقل الحافظ السخاوي في المقاصد الحسنة ص "123" تضعيف الحافظ ابن حجر العسقلاني له في فتاويه من أجل عبد الله بن لهيعة وضعفه الألباني في الضعيفة "2426" وقال السخاوي: روينا في جزء أبي حاتم الحضرمي من حديث الأعمش عن إبراهيم قال: كان يعجبهم ألا يكون للشباب صبوة.
الصبوة: الميل إلى الهوى.
ويغني عن هذا الحديث في إثبات صفة العجب ما رواه البخاري "4889" من حديث أبي هريرة في حديث الضيف: "لقد عجب الله عز وجل - أو ضحك - من فلان وفلانة فأنزل الله عز وجل: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} [الحشر: 9] .

الصفحة 59