كتاب تعليق مختصر على لمعة الاعتقاد للعثيمين

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله لما قضى الخلق كتب عنده فوق عرشه أن رحمتي سبقت غضبي". رواه البخاري26.
وقال النبي -صلى الله عليه وسلم- فيما رواه أبو داود في سننه: "إن بعد ما بين سماء إلى سماء إما واحدة أو اثنتان أو ثلاث وسبعون سنة إلى أن قال: في العرش بين أسفله وأعلاه مثل ما بين سماء إلى سماء ثم الله تعالى فوق ذلك". وأخرجه أيضاً الترمذي وابن ماجه وفيه علة أجاب عنها ابن القيم -رحمه الله- في تهذيب سنن أبي داود27. ص "92، 93" ج "7" وأجمع السلف على إثبات استواء الله على عرشه فيجب إثباته من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل. وهو استواء حقيقي معناه العلو والاستقرار على وجه يليق بالله.
__________
26 تقدم تخريجه ص "55".
27 حديث ضعيف: أخرجه أحمد "206/1، 207" وأبو داود "4723" والترمذي "3320" وحسنه، وابن ماجه "193" والحاكم في المستدرك "500/2، 501"، وعثمان الدارمي في الرد على الجهمية ص "24" وفي الرد على المريسي ص "90، 91" وابن أبي عاصم في السنة "577" وابن خزيمة في التوحيد "144" والآجرى في الشريعة ص "292، 293" ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة في العرش "9، 10" والبيهقي في الأسماء والصفات ص "504" واللالكائي في أصول اعتقاد أهل السنة "651" والعقيلي في الضعفاء "284/2" وابن الجوزي في العلل المتناهية "25/2" والواهيات "9/1، 10" وأبو نعيم في أخبار أصبهان "2/2" وأبو الشيخ في العظمة "204" وابن قدامة في العلو "29" والذهبي في العلو للعلي الغفار "ص 49، 50" وابن عبد البر في التمهيد "104/7" وابن حزم في الملل والنحل "100/2، 101" والمزي في تهذيب الكمال "719/2" وغيرهم من طرق عن سماك بن حرب عن عبد الله بن عميرة عن الأحنف بن قيس عن العباس بن عبد المطلب فذكره. وسنده ضعيف فيه أكثر من علة:
الأولى: تفرد سماك بروايته، وإذا نظرنا إلى حديث سماك حال الانفراد وجدناه لا يحتج به إذا انفرد، ففي التهذيب "234/4": قال النسائي: كان ربما لقن فإذا انفرد بأصل لم يكن حجة؛ لأنه كان يلقن فيتلقن أ. هـ، وهذا جرح بين واضح من إمام ناقد وقد انفرد سماك في حديثه بذكر صفة حملة العرش.
الثانية: جهالة عبد الله بن عميرة، وقد أعل الحافظ الذهبي حديثه هذا في العلو بجهالته. وفي الميزان له قال: فيه جهالة. أ. هـ، وقد قال الإمام البخاري: لا يعرف له سماع من الأحنف بن قيس، كذا في التاريخ الكبير. =

الصفحة 62