كتاب تعليق مختصر على لمعة الاعتقاد للعثيمين

قوله: ومن أذن له من ملائكته ورسله، أما الملائكة: فلقوله صلى الله عليه وسلم: "ولكنَّ ربنا إذا قضى أمرًا سبح حملة العرش، ثم يسبح أهل السماء الذين يلونهم حتى يبلغ التسبيح أهل السماء الدنيا فيقول الذين يلون حملة العرش لحملة العرش: {مَاذَا قَالَ رَبُّكُم} [سبأ: 23] فيخبرونهم". الحديث رواه مسلم38، وأما الرسل: فقد ثبت أن الله كلم محمدًا -صلى الله عليه وسلم- ليلة المعراج39.
قوله: وإنه سبحانه يكلم المؤمنين ويكلمونه، لحديث أبي سعيد الخدري أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "يقول الله لأهل الجنة: يا أهل الجنة فيقولون: لبيك ربنا وسعديك". الحديث متفق عليه40.
قوله: ويأذن لهم فيزورونه، لحديث أبي هريرة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن أهل الجنة إذا دخلوا فيها نزلوا بفضل أعمالهم ثم يؤذن لهم في مقدار يوم الجمعة من أيام الدنيا فيزورون ربهم ... " الحديث رواه ابن ماجه والترمذي وقال: غريب، وضعفه الألباني41.
__________
38 مسلم: كتاب السلام: باب تحريم الكهانة وإتيان الكهان "2229" "124" من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.
39 كما في الصحيحين من حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه- عن مالك بن صعصعة: البخاري "3207"، "3887"، ومسلم "164" "264".
40 البخاري: كتاب الرقاق: باب قوله عز وجل: {إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ} [الحج: 1] "6530".
ومسلم: كتاب الإيمان: باب قوله: يقول الله لآدم: أخرج بعث النار ... "222" "379". من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.
41 حديث ضعيف: جزء من حديث طويل رواه الترمذي "2552" وابن ماجه "4336" وفي إسناده عبد الحميد بن حبيب بن أبي العشرين كاتب الأوزاعي، قال في التقريب ص "333": صدوق ربما أخطأ، قال أبو حاتم: كان كاتب ديوان ولم يكن صاحب حديث، ولذا ضعفه الترمذي بقوله: هذا حديث غريب يعني ضعيف.

الصفحة 75