كتاب قواعد الترجيح المتعلقة بالنص عند ابن عاشور في تفسيره التحرير والتنوير

على أحكام جزئياته: ولم نقل على جميع جزئياته؛ لأن كثيراً من القواعد أغلبية، وذلك لوجود مستثنيات خارجة عنها (¬1).

تعريف التفسير لغة:
التفسير لغة على وزن تفعيل من الفسر (¬2)، وهو يدل على معنى البيان، والكشف، والإظهار، والإيضاح، والتفصيل، ومنه قوله تعالى: {وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا} (¬3)، أي بياناً وتفصيلاً.
وقيل: إنه مأخوذ من مقلوب لفظة " السفر"، ومعناه أيضاً الكشف والإبانة، تقول العرب: سفرت المرأة سفوراً، إذا ألقت خمارها عن وجهها، وهي سافرة، وأسفر الصبح أضاء، ومنه قيل للسفر سفر لأنه يسفر عن أخلاق الرجل (¬4).
وقال الراغب: " والفسر والسفر يتقارب معناهما، كتقارب لفظيهما، لكن جعل الفسر لإظهار المعنى المعقول .. ، وجعل السفر لإبراز الأعيان للأبصار فقيل: سفرت المرأة عن وجهها وأسفر الصبح (¬5).
¬_________
(¬1) المصدر السابق، ج 1، ص 25.
(¬2) انظر الصحاح / الجوهري، ج 2، ص 781، ولسان العرب / ابن منظور، ج 10، ص 261، مادة: فسر.
(¬3) سورة الفرقان، الآية (33).
(¬4) انظر بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز / الفيروز آبادي، ج 1، ص 78 - 79، والتيسير في قواعد علم التفسير / الكافيجي، ص 12 - 124.
(¬5) مفردات ألفاظ القرآن الكريم / الراغب الأصفهاني / ص 142 - ، 363.

الصفحة 107