كتاب قواعد الترجيح المتعلقة بالنص عند ابن عاشور في تفسيره التحرير والتنوير

تعريف التفسير اصطلاحاً:
تنوعت أقوال أهل العلم في تعريف التفسير اصطلاحاً (¬1)، والقول المختار منها كما قال الشيخ مناع القطان: والأولى عندي أن يقال في تعريفه: بيان كلام الله المتعبد بتلاوته المنزل على محمد - صلى الله عليه وسلم -.
(فبيان كلام الله)، يخرج بيان كلام غيره من الإنس والجن والملائكة.
(المتعبد بتلاوته) أخرج الحديث القدسي.
(المنزل) يخرج كلام الله الذي استأثر به سبحانه.
وتقييد المنزل بكونه على (محمد - صلى الله عليه وسلم -) يخرج ما أنزل على الأنبياء قبله كالتوراة والإنجيل (¬2).
وبنحو هذا التعريف عرّفه فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين فقال: " بيان معاني القرآن الكريم " (¬3).

تعريف الترجيح:
الترجيح لغة: قال ابن فارس: " الراء والجيم والحاء أصل واحد، يدل على رزانة وزيادة. يقال: رجح الشيء، وهو راجح إذا رزن، وهو من الرجحان" (¬4).
وقال ابن منظور: " الراجح الوازن، ورجح الشيء بيده ونظر ما ثقله،
¬_________
(¬1) انظر البحر المحيط / أبو حيان، ج 1، ص 121، والبرهان في علوم القرآن / الزركشي، ج 1، ص 13.
(¬2) انظر مذكرة مادة العلوم للسنة المنهجية عام (1411 هـ) له ص 34، نقلاً من قواعد الترجيح عند المفسرين / حسين الحربي، ج 1، ص 32.
(¬3) أصول في التفسير / محمد بن صالح العثيمين، ص 27.
(¬4) معجم مقاييس اللغة / ابن فارس، ص 421.

الصفحة 108