180 - مُحَمَّد بْن مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر، أَبُو عبد الله الرّازيّ الأصل، المكّيّ، الصّوفيّ. [المتوفى: 665 هـ]
روى عن علي ابن البناء، وتُوُفّي بقوص في رجب.
181 - محمد بن مفرّج بن وليد، الأمير القائد المجاهد، أبو الشّوائل السَّيّاريّ، الغرناطيّ. [المتوفى: 665 هـ]
كان كثير الأموال، وأكثرها من الغنائم. وله برٌ ومعروف وصدقات وافرة جدًّا. وأمّا جهاده فَقَلَّ مَن يصل إلى رُتْبته فيه. لم يكن فيه عضوٌ إلّا وفيه طعنة برُمح فيما أقبل من جسده. ولم يولد له قط. وقد أوصى بثلث أمواله للمساكين، وأعتق عبيده أجمعين. وأعطاهم لكلّ واحدٍ خمسين دينارًا، وقد بلغ تسعين سنة، رحمه الله.
مات في محرَّم سنة خمسٍ. قرأت هذا بخط أبي الوليد ابن الحاج يقول فيه: توفي سيدنا ورابُّنا الشّيخ القائد المجاهد في سبيل الله الّذي أبلى بلاءً حَسَنًا مدى عُمُره في ذات الله أبو عبد الله، الشّهير بأبي الشّوائل.
قلت: كان رئيس غَرْنَاطة، وعميدَها.
182 - محمود بن أبي القاسم إسفنديار بن بدران بن أيّان، الزاهد، العالم، أبو محمد الآنمي الدَّشْتيّ الإربِليّ. [المتوفى: 665 هـ]
سمع الكثير من جعفر الهَمْدانيّ، وأبي الحسن ابن المقير، وأبي القاسم ابن رواحة، والضّياء المقدِسيّ، وابن خليل، وابن يعيش، وطبقتهم، وعني بالحديث، ونسخ الأجزاء، وخطه رديءٌ، معروف. -[122]-
وكان قانعًا، متعفّفًا، صَبُورًا على الفقر. يلبس قُبْع دلْك، وفروة حمراء، وثوب خام. وكان أمّارًا بالمعروف نهّاءً عن المُنكَر، داعيةً إلى السُّنّة مجانِبًا للبِدْعة، يبالغ في الرّدّ على نُفاة الصّفات الخبريّة. وينال منهم سَبًّا وتبديعًا، وهم يرمونه بالتّجسيم. وكان بريئًا من ذلك رحمه الله، لكنّه ناقص الفضيلة قاصِر عن إفحام الخصوم. وقد دخل مرّةً على السّلطان الملك النّاصر فأنكر عليه بعض هناته، فَلَكَمَه السّلطان، وأُخْرِج.
وله تعاليق وتواليف، روى عنه ابن أخيه شهاب الدّين أحمد، وغيره، وتُوُفّي في الحادي والعشرين من رجب. وقد نيّف على السّتّين، ودُفِن بسَفْح المُقَطّم، وممّن روى عنه الدّمياطيّ في " مُعْجَمه ".
ولمّا أهانه الملك الناصر ندم، وبعث إليه يستعطفه فقال: ودي أنّني أدخل إليه، وأخاطبه بما خاطبتُه، ويعود يضربني، وقد ضربه مرّةً نائب السّلطنة لؤلؤ بحلب لأنّه قرأ مناقب الصّحابة، وقصد إسماعه ذلك يوم الجمعة. وكان يتشيّع، ولهذا ضربه، وأنكر على البادرائيّ القيامَ عند الدعاء للخليفة بدار السّعادة.
وكان كثير الصّوم، فإذا أفطر أفطر على أربع عشرة لقمة أو نحوها. ويأثر أن عمر رضي الله عنه كان يقتصر على ذلك، وكان ينكر على الأمراء والكبار، ويُغْلِظ لهم في المحافل. ولا يقبل من أحدٍ شيئًا، ويتقنّع باليسير، رحمه الله تعالى.