كتاب تاريخ الإسلام ت بشار (اسم الجزء: 15)

16 - عبد الرحمن بن سالم بن يحيى بن خميس بن يحيى بن هبة الله، الإمام المفتي جمال الدّين أبو محمد الأنصاريّ الأنباريّ الأصل البغداديّ ثمّ الدّمشقيّ الفقيه الحنبليّ. [المتوفى: 661 هـ]
سمع من: التّاج الكِنْديّ، وابن الحَرَستانيّ، وابن ملاعب، وبحَرّان من الحافظ عبد القادر، وتفقّه على الشّيخ الموفَّق ونسخ بخطّه كثيرًا من كُتُب العِلم، وكان صحيح النَّقْل، جيّد الشِّعْر، ديِّناً، صالحًا.
كتب عنه عمر بن الحاجب، والقُدماء. وروى عنه: ابن الخلّال، والدِّمياطيّ، والشّيخ تاج الدين عبد الرحمن، وأخوه الخطيب شرف الدّين، وابن الخبّاز، والبُرهان الذَّهبيّ، وآخرون. ومات في سلْخ ربيع الآخر، ودُفِن بسفح قاسيون، وكان يسكن بالجامع، بالمنارة الغربيّة.
قال أبو شامة: كان يُصلّي الصُّبْح إمامًا بالمتأخّرين، فيُطيل إطالةً مُفْرِطةً خارجةً عن المعتاد بكثير، إلى أن تكاد الشّمس تطْلُع ولا يترك ذلك.
قلت: سمع البرهان والكمال ابن النخاس منه جميع كتاب " الأربعين " للرهاوي، بقراءة شرف الدّين.
17 - عبد الرحمن بن محمد ابن الحافظ الكبير عبد الغنيّ بن عبد الواحد، الإمام المحدِّث عزّ الدّين ابن العزّ، أخو التقيّ ابن العِزّ، المقدسيّ الحنبليّ. [المتوفى: 661 هـ]
وُلِد سنة تسعٍ وتسعين، أو سنة ستمائة، وسمع حضورًا من عمر بن -[40]-
طَبْرَزَد وحفظ القرآن على الشّيخ العماد، وتفقّه على الشّيخ الموفَّق، وسمع من: التّاج الكِنْديّ، وابن الحَرَستانيّ، وابن ملاعب، وطبقتهم، ورحل فسمع ببغداد من: الفتح بن عبد السّلام، وعليّ بن بوزندار، وابن الجواليقيّ، وطبقتهم، وسمع بحلب من: أبي محمد ابن الأستاذ، وبمصر والإسكندريّة من جماعة من أصحاب السِّلَفيّ، وكتب الكثير، وحصّل، وكان حَسَن الفَهْم، له معرفة بالرّجال، مِن أفضل مَن بقي بالجبل.
بالَغ في الثّناء عليه تلميذه نجمُ الدّين ابن الخبّاز، وقال: كان ضابطًا، متقِنًا ورِعًا، حافظًا لأسماء الرّجال، مجتهدًا على فعل الخير، مُفِيدًا للطَّلَبة، يمشي إلى الطّالب ويفيده ويعارض معه، انتفعتُ به جدًّا، وأحسنَ إليَّ ونَصَحني في دِيني ودُنياي، وما رأت عيناي بعد شيخنا ضياء الدين مثله، وسمعتُ بقراءته في سنة تسعٍ وثلاثين على عبد الحقّ بن خَلَف، وغيره، وأسمع الحديث مدّةً بدار الحديث الأشرفيّة الّتي بالجبل، وكان ورِعًا ديَّناً، عاملًا، قليل الرغبة في الدنيا، كثر التّعفُّف.
قلت: روى عنه هو، والدِّمياطيّ، والقاضيّ تقيّ الدّين، وابن الزرّاد، وآخرون.
ثمّ ظفرتُ بمولده في ربيع الآخر سنة اثنين وستّمائة، ومات في النّصف من ذي الحجّة، ولم يستكمل السِّتّين.
وفي كنْيته أقوال، وهي: أبو الفَرَج، وقيل: أبو محمد، وأبو القاسم.

الصفحة 39