765 - إسماعيل بن إبراهيم بن أحمد بْن سونج، الصّالحيّ، المعروف بابن الحكيم. وكان يُعرف بالشيخ إِسْمَاعِيل البكريّ. [المتوفى: 700 هـ]
شيخ صالح مشهور، له أصحاب وطريقة وعُرف بالبكريّ لأنّه كان يتوّب ويأخذ العهد لأبي بَكْر الصِّدّيق. وكانت سوقه نافقة وحلقته عامرة. وفيه فِي الجملة خَيّر ودين وسُنّة وتواضع، وحُسْن سَمْت، وله أُبَّهة المشيخة، ويعمل السّماعات والأوقات الطّيبة، وله زاوية بالجبل، وحلقة بجامع دمشق بعد الصّلاة، ويحفظ كثيرًا من الحديث والرقائق ملحونًا. سمع من ابن عَبْد الدّائم؛ ولم يحدّث وهو أخو حَسَن وحُسَيْن.
اتّفق أنّه طلع إلى جبل لبنان بأصحابه فمرض بالاستسقاء وقدِم قريةً فقال: ها هنا أموت. وعيَّن موضعًا لدفنه. فَلَمّا مات عظَّمه أهل تلك الجهة وبنوا على قبره، رحمه اللَّه.
تُوُفّي كهلًا فِي السّابع والعشرين من جُمَادَى الآخرة.
766 - إِسْمَاعِيل بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عَمْرو بْن مُوسَى بْن عُمَيْرة، الشَّيْخ العَدْل، الجليل، المُسْنِد الصّالح، عزَّ الدين، أبو الفداء ابن المنادي وابن الفرّاء المرداويّ، ثُمَّ الصّالحيّ، الحنبليّ. [المتوفى: 700 هـ]
وُلِدَ سنة عشرٍ وستّمائة. وسمع من الشَّيْخ الموفَّق فأكثر ومن ابن البُنّ وابن راجح وابن أبي لُقمة والقزوينيّ والبهاء عبد الرَّحْمَن وأبي القَاسِم بْن صَصْرَى وابن الزَّبِيديّ وابن صبّاح وجماعة. وخرّجت له " مشيخة " فِي جزء واحد وحدث بالكثير. وروى " الصحيح " و " شرح السنة " و " معالم التّنزيل " مرات. وكان محبا للحديث، كثير التلاوة والذكر والطاعة، حسن الأخلاق، دائم التواضع، حسن الهيئة والبزة، مبادرا إلى التسميع، حيث ما قيد انقاد. وفاتني عليه كتابا محيي السنة البغوي بالكسل والتسويف وسمعت عليه بحمد اللَّه جملةً صالحةً وانقطع بموته شيء كثير. -[949]-
وكان من محاسن الشيوخ. وكان له كفاية جيدة من ملكه وأكثر ذلك بالعقيبة، فاحترق وأصيب في الجبل في نفسه وأهله ودخل البلد ضعيف الحال وبقي مسكينًا بعد النّعمة، عليه فروة عتيقة وعلى رأسه خِرقة وسخة. وقاسي بردًا وجوعًا ولَطَفَ اللَّه به وعوضه بالصبر والاحتساب وحمل عَنْهُ، وانتقل إلى رحمة اللَّه بُكرة الجمعة سابع جُمَادَى الآخرة بسفح قاسيون بجُنَينته، وصُلي عليه بالجامع المظفّريّ، عَقِيب الجمعة.