كتاب تاريخ الإسلام ت بشار (اسم الجزء: 15)

-سنة أربع وستين وستمائة
121 - أحمد بن سالم المصريّ النَّحْويّ. [المتوفى: 664 هـ]
فقيهٌ زاهد، مجرَّد، ماهرٌ بالعربيّة، محققٌ لها، سكن دمشق، وتصدر للإشغال بالنّاصريّة، وبمقصورة الحنفيّة الشّرقيّة الّتي فيها الفقراء. وتزوج ببنت إمامها زين الدّين إبراهيم ابن السّديد الحنفيّ. وكان مع دِينه متواضعًا، حَسَن العِشْرَة، تخرَّج به جماعة، ومات في شوّال.
وخلَّف ولدين في كَفَالة جدّهما. وتأسّف جدّهما عليه، وكان مُحِبًّا له، فقال البدر يوسف بن لؤلؤ الحنفيّ:
عزاؤك زين الدّين في الذّاهب الّذي ... بكَتْهُ بنو الآداب مثنى وموحدا
هم فارقوا منه الخليلَ بنَ أحمد ... وأنت ففارقت الخليلَ وأحمدا
وقد رثاه نجم الدّين بن إسرائيل بقصيدة نيفٍ وثلاثين بيتًا، رحمه الله، وعاشت بنته أسماء إلى سنة ست وثلاثين وسبعمائة، وروت عن ابن عبد الدّائم.
122 - أحمد بن سلامة بن رَيْحان المَوْصِليّ، ثمّ الصّالحيّ. [المتوفى: 664 هـ]
روى عن جَعْفَر الهمْدانيّ، وهو والد الشّيخ محمد القفاص، وزوج شيختنا زينب بنت شُكر.
123 - أحمد بن عبد الله بْن شُعيب بن مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه، الإمامُ، جمال الدين، أبو العبّاس التّميميّ، الصّقلّيّ الأصل، الدّمشقيّ، المقرئ، الذّهبيّ، الكُتُبيّ. [المتوفى: 664 هـ]
ولد سنة تسعين وخمسمائة. وقرأ القراءات على السّخاويّ، ولزِمَه مدّةً طويلة. وكان قارئ مجلسه، وقد سمع من أبي محمد القاسم ابن عساكر، وأبي اليُمْن الكِنْديّ، وأبي الفُتُوح البكْريّ، وأبي الفضل الهمذاني، وكان إمامًا فاضلًا فصيحًا، أديبًا، لُغَويًّا، شاعرًا، حَسَن المشاركة، سمع النّاس بقراءته كثيرًا، وصَحِب أبا عمرو ابن الصلاح مدةً. -[98]-
روى عنه الدّمياطيّ حديثًا ممّا سمعه على القاسم سنة خمسٍ وتسعين وخمسمائة، وروى عنه القاضي تقيُّ الدّين الحنبليّ، ومحمد بن عبد العزيز الدّمياطيّ، وأبو الفداء ابن الخبّاز.
وكان يسكن بالعزيزيّة، وبها مات في جُمَادى الأولى ليلة خامسه، وكان قد تزوَّج ببنت شيخه السَّخاويّ، وخلَّف كُتُبًا جيّدة، وثروة، ووقف دارَه على فُقهاء المالكيّة.
وقد أنكروا على ابن سَنِيّ الدّولة لمّا عدّله. وكان يميل إلى الصُّور. ويُرابي، ويخلُّ بالصّلاة، لا حول ولا قوّة إلا باللَّه العليّ العظيم.
خلَّف دراهمَ، وكُتُبًا، ووثائق بنحو المائة ألف، وورثه بيتُ المال.

الصفحة 97