كتاب نخب الأفكار في تنقيح مباني الأخبار في شرح معاني الآثار (اسم الجزء: 15)

ألا ترى أنه -عليه السلام- عليه قال في حديث عائشة هذا جوابًا لها: "إن شهرنا هذا كان تسعًا وعشرين ليلةً" فظهر من ذلك أن يمينه كانت مع رؤية الهلال.
ورجال هذا الحديث ثقات غير ابن أبي الزناد فيه مقال، وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن ذكوان.
ص: وقد رُوِيَ عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - في هذا شيء.
حدثنا أبو بكرة وابن مرزوق، قالا: ثنا عمر بن يونس، قال: ثنا عكرمة بن عمار، عن سماك أبي زُمَيل، قال: حدثني عبد الله بن عباس، قال: حدثني عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - .. فذكر إيلاء رسول الله -عليه السلام- من نسائه، وأنه نزل لتسع وعشرين، وقال: "إن الشهر سيكون تسعًا وعشرين".
ش: أي في كون الشهر تسعًا وعشرين.
أخرجه بإسناد صحيح، عن أبي بكرة بكّار القاضي وإبراهيم بن مرزوق، كلاهما عن عمر بن يونس بن القاسم الحنفي اليمامي قاضي اليمامة، عن عكرمة بن عمّار، عن سماك بن الوليد الحنفي وكنيته أبو زميل -بضم الزاي المعجمة.
وأخرجه البزار في "مسنده" (¬1) مطولًا جدًّا: ثنا محمد بن المثنى، قال: ثنا عمر ابن يونس، قال: ثنا عكرمة بن عمّار، قال: حدثني أبو زُميل، قال: حدثني عبد الله بن عباس، قال: حدثني عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال: "لما اعتزل رسول الله -عليه السلام- نسائه؛ دخلتُ المسجدَ، فإذا الناس ينكتون بالحصى، ويقولون: طلق رسول الله -عليه السلام- نسائه؛ وذلك قبل أن يؤمرن بالحجاب، قال: فدخلت على عائشة -رضي الله عنها-، فقلت: يا ابنة أبي بكر، لقد بلغ من شأنك أن تُؤذي رسول الله -عليه السلام-؟! قالت: ما لي ولك يا ابن الخطاب، عليك بِعَيْلتك. فدخلت على حفصة بنت عمر، فقلت: يا حفصة، قد بلغ من شأنك أن تؤذي الله ورسوله -عليه السلام-، لقد علمت أن رسول الله -عليه السلام- لا يُحبك ولولا أنا لطلقك. قال:
¬__________
(¬1) "مسند البزار" (1/ 303 رقم 195).

الصفحة 32