كتاب الجامع لعلوم الإمام أحمد (اسم الجزء: 15)

648 - ما جاء في استحباب تحسين الصوت بالقرآن
فيه حديثان:
الأول: حديث عائشة -رضي اللَّه عنها-: "لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالْقُرْآن" (¬1).
قال الإمام أحمد: ليس من هذا شيء من قال عن عائشة فقد أخطأ.
وضعف عسل بن سفيان (¬2).
¬__________
(¬1) أخرجه الحاكم 1/ 570 قال: حدثناه أبو علي الحسين بن علي الحافظ، أنبأ عبدان الأهوازي، ثنا نصر بن علي الجهضمي، ثنا الحارث بن مرة، ثنا عسل بن سفيان، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة -رضي اللَّه عنها- مرفوعًا به.
(¬2) "علل المروذي" (256)، "المنتخب من العلل للخلال" (46).
قلت: أما المتن فقد أخرجه البخاري (7527) من طريق الزهري، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مرفوعًا به بلفظ: "لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالْقُرْآنِ" ولكن الدارقطني في "الإِلزامات والتتبع" (170) قد انتقد هذا الحديث، فقال: يقال إن أبا عاصم وهم فيه والصواب ما رواه الزهري ومحمد بن إبراهيم ويحيى بن أبي كثير ومحمد بن عمرو وغيرهم، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ما أذن اللَّه لشيء أذنه لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن يجهر به" وقول أبي عاصم وهم، وقد رواه عقيل ويونس وعمرو بن الحارث وعمرو بن دينار وعمرو بن عطية وإسحاق بن راشد ومعمر وغيرهم عن الزهري، بخلاف ما رواه أبو عاصم عن ابن جريج باللفظ الذي قدمنا ذكره، وإنما روى ابن جريج هذا اللفظ الذي ذكره أبو عاصم عنه بإسناد آخر رواه عن ابن أبي مليكة، عن أبي نهيك، عن سعيد قاله ابن عيينة عنه.
وقال الخطيب في "تاريخ بغداد" 1/ 295 بتصرف: وقول أبي عاصم فيه: "لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالْقُرْآنِ" وهم من أبي عاصم؛ لكثرة من رواه عنه هكذا، وكذلك رواه الأوزاعي، وعمرو بن الحارث، ومحمد بن الوليد الزبيدي، وشعيب بن أبي حمزة، ومعمر بن راشد، وعقيل بن خالد ويونس بن يزيد، وعبيد اللَّه بن أبي زياد، وإسحاق بن راشد، ومعاوية بن يحيى الصدفي، والوليد بن محمد الوقري، عن الزهري، واتفقوا كلهم وابن جريج منهم على أن لفظه: "مَا أَذِنَ اللَّهُ لِشَيْءٍ مَا أَذِنَ =

الصفحة 169