كتاب موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين (اسم الجزء: 15/ 1)

الورتلاني كان أميناً عاماً لها، وأي واحد يطلع على كتاب الفضيل الورتلاني "الجزائر الثائرة" سيجد -تقريباً- كل البيانات والنشريات التي كانت تصدرها (جبهة الدفاع عن إفريقيا الشمالية). هذه الجمعية دامت حتى عام 1947 م.
و-أيضاً-، ومن خلال هذه العلاقات بين محمد الخضر حسين وعلماء المشرق، نجد أن هذه العلاقات نجدها أحياناً علاقات سياسية، فهو رجل سياسة -أيضاً- بالإضافة إلى أنه رجل علم. ونشاطه السياسي واسع، نجده يربط علاقات سياسية مع رجال السياسة في مصر، وفي بعض الأحيان نجد نوعاً من التناقض؛ يعني: الشيخ محمد الخضر حسين تربطه علاقات ممتازة مع ملوك مصر، وخاصة الملك فؤاد الأول، الذي منحه الجنسية المصرية، والملك فؤاد أُعجب كثيراً بمحمد الخضر حسين عندما ألف كتابه المعروف "نقض كتاب الإِسلام وأصول الحكم"، وكان هذا سبب اللقاء بين فؤاد الأول، والشيخ محمد الخضر حسين.
وكذلك نقضَ كتاب "في الشعر الجاهلي" لطه حسين في حوالي 400 صفحة.
وإن جميع الذين هاجموا طه حسين هاجموه بعد موته، وكل الدراسات حول نقض هذا الكتاب جاءت بعد موت طه حسين. والقلائل من العلماء الذين واجهوا طه حسين في حياته، ومنهم: الشيخ محمد الخضر حسين، والعالم الآخر الشيخ محمود شاكر، وكان سبباً لطرده من جامعة القاهرة.
وفي هذا الكتاب يرد الشيخ الخضر على كل ما كتبه طه حسين حرفاً حرفاً، على طريقة العلماء المسلمين في الحواشي، يضع النص، فيرده سطراً سطراً.

الصفحة 112