كتاب موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين (اسم الجزء: 15/ 1)

اللغة العربية فيه. كما نجد في الديوان أبياتاً لا تصدر إلا عن شاعر ذي حس صادق.
لقد قرأت في شعره من أجمل ما قرأت في حياتي، وأنا محب للشعر، وأقوله في بعض الأحيان. لنستمع إلى قوله:
وغلامٍ قرَّبَ السّاعةَ مِن ... أُذْنِه يَسْمعُ منها النَّقَراتِ
قَالَ ما في جَوْفِها قلتُ له ... سوسةٌ تقرُضُ أيامَ حَياتي
المذيع: طيب أستاذ حسيني. لا شك أن العلامة محمد الخضر حسين من خلال بيت نرصده له يقول:
ولولا ارْتياحي للنّضالِ عن الهُدى ... لَفتَّشْتُ عن وادٍ أعيشُ به وَحْدي
في الشطر الثاني يظهر أن العلّامة يجنح إلى الاعتزال بعض الشيء.
الحسيني: لا أستطيع أن أفهم هذا البيت من هذه الوجهة، كان الشيخ اجتماعياً واعتزالياً، هو اجتماعي مع رجال الحق، مع الشيوخ الكرام، مع السياسيين الأباة كان اجتماعيًا. أما عندما يجد أن هذه الطبقة لا تناسبه، فكان يعتزل.
ثم إن الشيخ لا يجلس في مقهى، ولم يدخل في نادٍ، كان همه خدمة الإِسلام، يتنقل من داره إلى (جمعية الهداية الإِسلامية)، إلى كلية أصول الدين، ثم يعود إلى داره، هذا برنامجه اليومي تقريباً.
المذيع: الأستاذ الدكتور مجاهد توفيق! إذا تتبعنا أعمال العلامة محمد الخضر حسين التي تهتم بالشريعة الإِسلامية، فإننا نرصد أن هذه العلامة كان يهتم بالجانب الإصلاحي. وفي تصوري أن هذا الإحصاء الأولي: الحرية في

الصفحة 129