كتاب موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين (اسم الجزء: 15/ 1)

الأزهر؛ يعني: أنه أصبح رجل الأمة الإِسلامية انطلاقاً من إطار محدود جداً. هذا نوع من الشخصيات التي تتجاوز الإطار الجغرافي إلى الإطار الحضاري.
الذي أثر أولاً في شخصيته، أعتقد: الأساس الجذور، هو مثل النخلة، النخيل جذورها عميقة، ورؤوسها في السماء مرتفعة إلى أبعد الحدود، وهذا هو نوع الشخصية التي يرمز إليها الشيخ الخضر حسين.
لا شكَّ أن انتماءه إلى جذوره له أثره: الشيخ مصطفى بن عزوز جدّه لجهة الأم، وعلي بن عمر من جهة الأب، العائلة في جذورها في مدينة "طولقة" بسكرة عاصمة الزيبان، له أهمية كبيرة أن ينشأ الإنسان في عائلة محاطة بجو ديني شرعي، ثم باهتمام لغوي. والاهتمام اللغوي -كما قال الدكتور عمار- هو أساس الاهتمام بالنصوص الدينية.
وحوله خاله المرحوم الشيخ محمد المكي بن عزوز في "نفطة".
قلت للإخوان ونحن أطفال صغار، ونسمع بالشيخ محمد الخضر حسين، ومن منا لا يزور زاوية الشيخ مصطفى بن عزوز؟!. ونعرف أن الشيخ مصطفى ابن عزوز جاء من منطقة "طولقة"، والعائلة كلها منحدرة منها.
إن العلاقات العائلية بين "نفطة" في الجريد -مثلاً- وبين هذه المنطقة -الزيبان- علاقات لا تحصى. بل يستحيل أن لا تجد هنا وهناك عائلة من هنا وهناك.
المذيع: حتى بعض العلماء هنا -في منطقة الزاب الكبير-، كانوا قد درسوا في "نفطة"، ومنهم: العلامة الشيخ العربي التبسّي، وغيره. ومؤسس (زاوية الهامل).

الصفحة 140