كتاب موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين (اسم الجزء: 15/ 1)

ولكنه كان في مستوى رفيع جداً وعالي.
وننبه على فكرة: الشيخ الخضر لم يدرس على الشيخ الطاهر بن عاشور، بل درسا معاً، وهما زميلان، وإنما الشيخ ابن باديس تتلمذ على الاثنين.
الدكتور الطالبي: الأسلوب الجديد عنده في الصحافة والكتابة نتحرى فيه أمرين: الأمر الأول: المحسنات اللفظية، والأسلوب اللفظي. والأمر الثاني: المضامين. مضامين جديدة تتناول الحياة السياسية والاقتصادية، والاجتماعية والأخلاقية، والدفاع عن اللغة العربية. هذا شيء مهم، وحرر الصحافة بشمال إفريقيا بهذا الأسلوب، وابن باديس حررها هنا. وأتى بأسلوب جديد يخالف أسلوب القدماء. .
المذيم: الدكتور عويمر! كأني بالرجل يتقن الفنون الثلاثة: علم البيان، علم المعاني، وعلم البديع.
الدكتور عويمر: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. قضية الصحافة في المشروع الإصلاحي للشيخ محمد الخضر. هو لم يدخل الصحافة كصحافي، هو عالم ومصلح، واستغل هذه الآلة الجديدة التي ابتكرت في الغرب وسيلة يستطيع من خلالها أن يوصل أفكاره إلى شعوب، وإلى أقوام، وإلى المسلمين، لا يستطيع أن يحققها من خلال الكتب، أو من خلال المسجد. هذا الخطاب الذي يحمله يمكن أن يمر عن قناة ووسيلة أنجح.
وعندما يكتب الشيخ الخضر المقالة، يكتب وهو يحافظ على هويته، هويته المثلى، هوية العالم، هوية المفكر، ولا يتقمص شخصية الصحافي. بدليل: أن هذه الصحافة في الحقيقة هي صحافة علمية. هو لم يؤسس جريدة، هو أسس مجلة، المجلة هي علم، هي كتاب. المجلة طابعها أنها تحمل

الصفحة 146