كتاب موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين (اسم الجزء: 15/ 1)

موضوع اشتغل به المصلحون، اللغة والهوية والتربية والتاريخ والقرآن والتفسير، كل هذه المواضيع دخل منها العلماء والمصلحون في بداية النصف الأول من القرن العشرين للاشتغال بالإصلاح، ومحاولة تغيير هذا المجتمع الإِسلامي.
فليس هناك فاصل بالاهتمام باللغة العربية؛ بحيث يهتم باللغة العربية فترة معينة، ثم يشتغل بقضايا اجتماعية وسياسية، ثم يعود إلى اللغة العربية، فلا أرى فاصلًا، وإنما فيه تكامل. هذه النظرة هي نظرة شمولية تكاملية إلى القضايا الأساسية المطروحة على الساحة الفكرية. . . وهذه هي رسالة المفكر، كلما طرحت قضية شائكة ومهمة في المجتمع، لا بدَّ أن يتصدى لها، ويناقشها، ويقدّم تصوره حول هذه المشكلة، خاصة إذا تزاحمت الأفكار، وغلبت الأفكار الخاطئة الأفكار الصحيحة، وكان هذا هو دور الشيخ محمد عبده، ودور الشيخ ابن باديس، ودور الشيخ محمد الخضر حسين.
المذيع: نتحول إلى فضيلة الشيخ الدكتور عمار الطالبي. يبدو من أن الذي يدرس فلسفة ابن خلدون الاجتماعية، من الوهلة الأولى، يبدو أنه كان حضارياً، أي: بكلمة أخرى: حدثياً؛ أي: بمعنى أنه كان مسايراً إلى ما يحدث في الغرب، وهكذا العلامة محمد الخضر حسين، أليس كذلك؟
الدكتور الطالبي: أعتقد بأن محمد الخضر حسين متأثر بابن خلدون، كما كان ابن باديس أيضاً، ويدرِّسه لطلبته. وابن خلدون رجل واقعي، ويهتم بالحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وليس رجلاً يحلق في المستوى الخيالي. وهذه الواقعية التي أكسبته هذا المنهج التجريدي التاريخي النقدي.
نجد أن هناك قدراً مشتركاً -كما أشار الإخوان-: محمد عبده لم

الصفحة 148