كتاب موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين (اسم الجزء: 15/ 1)

عزوز مقدّم علي بن عمر إلى كافة أهل المحبة الصافية في وطن "سوف". عمَّركم الله آمين، وأحسن عافيتكم دنيا وآخرى، وبعد:
بلغنا أن السيد وابنَ سيدنا ذا الرأي الرشيد، والرأي المستقيم، الأجلّ الذّاكر سيدي الحسين بن مولانا الزاهد الصادق بربه، مولانا علي بن عمر بلغكم، وفرح به وطن "سوف" كله، جازاكم الله خيراً، وأحسن إليكم، وأنكم لم تقصّروا جميعاً، وحُقّ لكم ذلك؛ لأنه ولد المصطفى - صلى الله عليه وسلم - أولاً، وثانياً ولد القطب الأكبر، والغوثِ الأشهر مولانا علي بن عمر -رحمه الله-".
هذه أمثولة من الرسائل التي كان يرسلها إلى الشيخ الحسين في أنحاء القطرين.
الأستاذ صيد: طيب، أستاذنا الحسيني! زاوية "نفطة" التي أسسها الشيخ مصطفى بن عزوز، نريد أن نعرف بعض النشاطات التي كانت تقوم بها، على اعتبار أن مؤسسها جزائري.
الأستاذ الحسيني: صحيح. هذه الناحية كانت تحتاج من سنوات إلى التحقيق والتوسع في معرفتها. استطعت من خلال البحث في الوثائق القومية الموجودة في المركز القومي بتونس أن أصل إلى أشياء عجيبة عن هذه الزاوية.
قد يكون من الظاهر: أن غاية هذه الزاوية: الدعوة إلى الدين، وإلى الطريقة، ولكن تبين لي أنها ليست فقط للتعليم، إنما اتخذ التعليم الديني غطاء لما كانت تهدف إليه هذه الزاوية من الأعمال الجهادية للجزائر ضد الاستعمار الفرنسي، فكانت محطة. تعرف أن المُدافع والمجاهد يحتاج إلى خط خلفي يستريح فيه، ويتهيأ فيه، وأسس هذه الزاوية لهذه الغاية.

الصفحة 160