كتاب موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين (اسم الجزء: 15/ 1)

بعاصمة الخلافة الإسلامية وقتئذ، كل ذلك ساعد الخضر حسين على حصوله على ثقة الباب العالي؛ مما جعل السلطة التركية تعهد له مهمة في ألمانيا التي كانت في الحرب العالمية الأولى حليفة لتركيا ضد فرنسا.
6 - سافر الخضر حسين إلى ألمانيا، واستقر ببرلين صحبةَ عدد من العلماء المسلمين، منهم: الشيخان: صالح الشريف، وإسماعيل الصفايحي. وكان الهدف من هذه البعثة العلمية: تحقيق رغبة السلطة العثمانية في تكوين تنظيمات ثورية شعبية من المغاربة المقيمين بألمانيا ضد الاستعمار الفرنسي في بلدان شمال إفريقيا.
وتجدر الإشارة في هذا المجال إلى صلة الشيخ الخضر حسين بالأخوين المناضلين: محمد، وعلي باش حامبة، واتفاقهم مع بقية المغاربة المقيمين وقتها بالآستانة وبرلين على ضرورة الدفاع عن الخلافة الإسلامية، ومجابهة الاستعمار الفرنسي.
وفي هذا الإطار يندرج تكوين (اللجنة التونسية الجزائرية) التي وجهت إلى مؤتمر الصلح المنعقد بباريس سنة 1917 م تقريراً مفصلاً تحت عنوان: (مطالب الشعب الجزائري التونسي)، ويإمضاء مجموعة من المناضلين المغاربيين، منهم: محمد باش حامبة، محمد الخضر حسين، صالح الشريف ...
7 - عندما سقطت تركيا في أيدي الحلفاء، عاد الشيخ الخضر صحبة عدد من زعماء الحركة الإسلامية من ألمانيا إلى الآستانة، ومنها إلى دمشق. وقد أثر هذا الحدث في نفسه التأثير البالغ؛ لما كان يعلقه من آمال عريضة على الباب العالي في مساعدة القضايا الوطنية التحريرية بالعالم العربي، وخاصة بشمال إفريقيا، وكذلك لما كان يؤمن به من ضرورة تدعيم الخلافة

الصفحة 189