كتاب موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين (اسم الجزء: 15/ 1)

وأبرزها مكانة وشهرة وفاعلية. وبرغم هذه الأهمية، فإننا نكتفي بالإشارة إلى ما يلي:
1 - تنقسم هذه المرحلة بدورها إلى ثلاث فترات:
أ - ما قبل توليه مشيخة الأزهر (1920 م - 1952 م).
ب - مدة توليه مشيخة الأزهر (1952 م - 1954 م).
ج - بعد استقالته من الأزهر إلى وفاته (1954 م - 1958 م).
2 - مما يستحق الذكر في أيامه الأولى بالقاهرة هو: اعتماده على نفسه، وهو الوحيد البعيد عن الأهل والأقارب والأصدقاء، وتحمله لشتى الأتعاب والمشاق ... فقد كان ذا شخصية قوية، وأنفة وكبرياء، وشعور بعزة النفس ... ولا غرابة، وهو سليل عائلة علم وورع، وتجرَّد لخدمة الإسلام وقيمه وأهدافه الإنسانية.
وقد اختار شعاراً لحياته:
ولَوْلا ارتياحي للنِّضالِ عنِ الهُدى ... لفتَّشتُ عن وادٍ أعيشُ به وحدي
ومن المعلوم بداهة: أن الذين يختارون طريق النضال من أجل أهداف وطنية وإنسانية عالية، ويسخّرون حياتهم ووجودهم كله لتحقيق هذا المطمح النبيل، هؤلاء يكونون دائماً عن وعي عميق بما يستحقه ذلك من تضحيات، وما يطرحه من استعداد لتحمل التبعات، مهما كانت شاقة وقاسية.
3 - منذ أيامه الأولى بالقاهرة قام بالاتصال بالطلبة المغاربة بالجامع الأزهر، ورُواقُ المغاربة بهذه المؤسسة العلمية ما زالت آثاره بارزة إلى اليوم، برغم زوال الرواق نفسه، وبقية الأروقة الأخرى. كما تمكن من الحصول على خطة مصحّح ومراجع النصوص بدار الكتب المصرية بتدخل من صديقه

الصفحة 191