كتاب موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين (اسم الجزء: 15/ 1)

لطلاب الفضيلة من أبنائنا الناهضين" (¬1).
* منهجه في التراجم:
بيَّن طريقته في ترجمة الإمام عثمان بن عفان - رضي الله عنه - بأنه "نعول في هذا على أقوال المحدثين، والمحققين من المؤرخين (¬2) "، وميَّز بين المحدّثين في روايتهم، والمؤرخين: "ولكن حفّاظ الحديث أنكروا هذا الذي يحكيه المؤرخون أشد الإنكار" (¬3)، وهو يعتمد في هذا على أبي بكر بن العربي في كتابه "العواصم من القواصم"، فرَّد كل التهم التي وجهها الثائرون على الإمام عثمان، على طريقة أهل الحديث في توثيق أخبار الفتنة، وعددها ثلاث عشرة تهمة، استعرضها كلها، وردّها واحدة تلو الأخرى، اعتمد في ذلك أكثر ما اعتمد على كتاب "العواصم من القواصم" كما قلنا.
ولخص محاضرته في المجال بأن "عثمان - رضي الله عنه - لم يأت حدثاً منكراً، ولم يرتكب ظلماً ولا إثماً، وأن الصحابة جميعاً بريئون من دمه، وإنما حاول خلعه، أو خان الله في سفك دمه نفرٌ ليسوا من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولا من القوم الذين يريدون الإصلاح" (¬4).
وألحَّ في غرضه من تربية الشباب المسلم بالتثبُّت في الأخبار، وأن لا يأخذوا بكل ما يجدونه في كتب بعض المؤرخين: "ولعل في محاضرتنا
¬__________
(¬1) المصدر نفسه (ص 108).
(¬2) المصدر نفسه (ص 12).
(¬3) المصدر نفسه (ص 16).
(¬4) المصدر نفسه (ص 19).

الصفحة 56