كتاب موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين (اسم الجزء: 15/ 1)

هذه تنبيهَ شبابنا النابتين نباتاً حسناً على أن يتثبتوا فيما يقصه المؤرخون عن أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولاسيما الذين صاحبوه أعواماً، ووردت الأخبار الصحيحة أنه توفي وهو عنهم راض" (¬1).
وأنتم تعلمون أن خطوات الترجمة عند القدماء تتمثل في الخطوات الآتية:
- اسم المترجَم له، ونسبه، ولقبه، وكنيته.
- مولده، أو إثبات عمره.
- نشأته، ودراسته، وشيوخه.
- مؤلفاته، وتلاميذه.
- مكانته العلمية، وآراء العلماء فيه.
- وفاته.
وتتوقف الترجمة على شخصية المترجَم له من كونه سياسياً، أو فقهياً، أو محدّثاً.
وسلك الشيخ محمد الخضر في ذلك مسلكاً دقيقاً، وصاغَ التراجم صياغة أدبية واضحة، مع إبداء آرائه الشخصية، ونقد لما لا يراه صحيحاً.
وكان القدماء يبنون التراجم على طبقات، والطبقة: وحدة زمنية، تتمثل في العقد؛ أي: عشر سنوات، وترتب حسب السنوات، سواء في ذلك الحوادث التاريخية، أو التراجم؛ كما فعل الذهبي في كتابه: "تاريخ الإسلام" كتب فيه الحوادث والتراجم ابتداء من السنة الأولى للهجرة، إلى العصر الذي عاش فيه، وهو القرن السابع الهجري، وسلك مسلك المحدّثين -أيضاً- في نقد
¬__________
(¬1) المصدر نفسه (ص 19).

الصفحة 57