كتاب موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين (اسم الجزء: 15/ 1)

رجال الحديث والتاريخ، وكتب كتاب: "ميزان الاعتدال في نقد الرجال" كما نقد المصادر والموارد التاريخية والحديثية.
وكما فعل ابن الجوزي في كتابه: "المنتظم" الذي يذكر فيه الحوادث التاريخية، ثم يعقبها بالتراجم.
ومنهج المحدثين يتشدد في رواية الأحداث الخطيرة؛ كالفتن التي تحيط بها الأهواء والعصبيات، فيحتاط في نقد المصادر المتعلقة بها، وكذلك الروايات التي لها صلة بالعقائد، أو الفتن التي وقعت في عهد الصحابة، فيطبقون قواعد نقد الحديث ورواته.
وجاء الغربيون بعد ذلك، ووضعوا منهجاً نقدياً للتاريخ، لا يبعد كثيراً عن مناهج المحدثين النقدية، كما بيّن ذلك أسد رستم في "مصطلح التاريخ".
ولا تقتصر التراجم على رجال الحديث، وإنما تشمل غيرهم؛ كالفقهاء، والشعراء، والملوك، والقضاة، وترتب على حسب الطبقات، أو حروف المعجم.
ومنهج المحدثين النقدي أدى إلى نمو نقد المصادر، وبيان مدى ثقة الناقلين وإتقانهم لما ينقلون من روايات وأخبار، فتقبل روايات الرواة ذوي الضبط والإتقان، وتأثر المؤرخون والأدباء بهذه الطريقة في الرواية وسندها، ولكنهم لم يتشددوا في رواية التاريخ تشدُّدَهم في رواية الحديث؛ لما يترتب عليه من أحكام شرعية.
وقد بلغت تراجم الذهبي (1040) ترجمة في كتابه "تاريخ الإسلام"، وكان الأوزاعي يقول: "إنا كنا لنستمع الحديث، فنعرضه على أصحابه كما

الصفحة 58