كتاب موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين (اسم الجزء: 15/ 1)

والفن الجميل كثيراً ما يخادعون الشباب بهذه الشعارات الخادعة. وقد كتب -رحه الله- مقالا استهل بهه مجلة "نور الإِسلام" (¬1)، بعنوان: التعليم الديني في مدارس الحكومة: "ولم تتفش - الرذيلة وزيغ العقيدة وقبائح الأخلاق-؛ لأن وسائل ساعدت على سريان وبائه لم توجد قبل، وأمهات هذه الوسائل ثلاثة أمور:
أحدها: هذه المدارس التي يفتحها الأجانب في أوطاننا باسم العلم، ويغفل بعض المسلمين عن سريرتها، فتأخذم بظاهرها، حتى يسلِّموا أطفالهم وهم على الفطرة إلى من يصبغ هذه الفطر بسواد، وينزع منها روح الأدب الذي يجعلهم أولياء لعشيرتهم، نصحاءَ لأمتهم.
ثانيها: تهاون بعض الآباء بواجب أبنائهم؛ إذ يرسلون الناشئ إلى معاهد العلم بأوربا قبل أن يتلقن من علوم الدين ما يجعل عقيدته مطمئنة، فيلاقي في أثناء الدراسة هنالك، أو في بعض المحادثات شُبَهاً لا يجد في نفسه من الحجج ما يدفعها، وإذا تواردت الشبه على الناشئ، رانت على قلبه، وأصبح يبصر وجهَ الحق أسود قاتماً، فيعود إلى وطنه وهو يحمل لأبويه عقيدة أنهما في ضلال قديم، وذلك جزاء من يستهين بهدى الله، ولا يهمه إلا أن يكون لابنه رزق واسع، أو منصب في أحد الدواوين وجيه.
ثالثها: أن كثيراً من الحكومات الإِسلامية ضعف فيها روح الاعتزاز بالدين الحنيف، فاستباح واضعو برامج التعليم العام في مدارسها أن لا يضربوا
¬__________
(¬1) الجزء السادس، جمادى الآخرة، المجلد الثاني، مطبعة المعاهد الدينية الإسلامية، 1350 هـ / 1931 م، (ص 395 - 401).

الصفحة 99