كتاب في الصيغ المحتملة للتدليس ــ أظاهرة هي في السماع أم لا؟ - ضمن «آثار المعلمي»

[ص ٥] وههنا فائدة مغفولٌ عنها (¬١) [وهي أن "عن" المتكررة في] (¬٢) ثاني حديث في "صحيح البخاري" (¬٣) وهو قوله: "حدثنا عبد الله بن يوسف قال: أخبرنا مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة" جرى علماء المصطلح في نحو ذلك على أن كلمة "عن" الأولى من لفظ مالك، والثانية من لفظ هشام، والثالثة من لفظ عروة. ولذلك يقولون: إن المدلّس إذا عنعن لم يكن حجة. وغير ذلك مما تجده في فصل التدليس من "فتح المغيث" (¬٤) وغيره.
وهو عندي سهو وإنما الأُولى من قول عبد الله بن يوسف متعلّقة بقوله: "أخبرنا"، والثانية والثالثة محتملتان، فيحتمل أن تكونان (¬٥) أيضًا من قول عبد الله بن يوسف، ويكون التقدير هكذا: "أخبرنا مالك عن هشام أنه أخبره (عن أبيه) أنه أخبره (عن عائشة).
ويحتمل أن يكون هكذا: " ... عن هشام قال: أخبرنا هشام (عن أبيه) قال: أخبرني أبي (عن عائشة).
ويحتمل أن يكون مالك ابتدأ وقال: "هشام ... " وقِسْ عليه.
---------------
(¬١) ذكر المؤلف هذا المبحث في "التنكيل": (١/ ١٤٢ - ١٤٤).
(¬٢) ضرب المؤلف على ما بين القوسين، ربما أملًا في صياغةٍ جديدة للعبارة لكنه ذهل عن كتابتها فأبقيتها من أجل السياق.
(¬٣) رقم (٢).
(¬٤) (١/ ٢٠٨ فما بعدها). وانظر "تدريب الراوي": (١/ ٢٥٦ فما بعدها).
(¬٥) كذا، والوجه: "أن تكونا".

الصفحة 133