كتاب المسند المصنف المعلل (اسم الجزء: 15)
٧١٩٢ - عن سالم بن عبد الله، أنه قال: كتب عبد الملك بن مروان إلى الحجاج بن يوسف: أن لا يخالف عبد الله بن عمر في شيء من أمر الحج، قال: فلما كان يوم عرفة، جاءه عبد الله بن عمر حين زالت الشمس، وأنا معه، فصاح به عند سرادقه: أين هذا؟ فخرج إليه الحجاج، وعليه ملحفة معصفرة، فقال: ما لك يا أبا عبد الرَّحمَن؟ فقال: الرواح، إن كنت تريد السنة، فقال: أهذه الساعة؟ قال: نعم، قال: فأنظرني حتى أفيض علي ماء، ثم أخرج، فنزل عبد الله حتى خرج الحجاج، فسار بيني وبين أبي، فقلت له: إن كنت تريد أن تصيب السنة اليوم، فاقصر الخطبة، وعجل الصلاة (¬١)، قال: فجعل ينظر إلى عبد الله بن عمر كيما يسمع ذلك منه، فلما رأى ذلك عبد الله، قال: صدق سالم (¬٢).
- وفي رواية: «عن سالم بن عبد الله، أن عبد الملك بن مروان كتب إلى الحجاج أن يأتم بعبد الله بن عمر في الحج، فلما كان يوم عرفة، جاء ابن عمر، رضي الله عنهما، وأنا معه، حين زاغت الشمس، أو زالت، فصاح عند فسطاطه أين هذا؟ فخرج إليه، فقال ابن عمر: الرواح، فقال: الآن؟ قال: نعم، قال: أنظرني أفيض علي ماء، فنزل ابن عمر، رضي الله عنهما، حتى خرج، فسار بيني وبين أبي، فقلت: إن كنت تريد أن تصيب السنة اليوم، فاقصر الخطبة، وعجل الوقوف، فقال ابن عمر: صدق» (¬٣).
---------------
(¬١) قال ابن عبد البَر: أما قوله «عجل الصلاة»، فكذلك رواه يحيى، وابن القاسم، وابن وهب، ومطرف، وقال فيه القَعنَبي، وأشهب: «وعجل الوقوف»، مكان: «عجل الصلاة»، وهو غلط، لأن أكثر الرواة عن مالك على خلافه، وتعجيل الصلاة بعرفة سنة، وقد يحتمل قول القَعنَبي أيضا، لأن تعجيل الوقوف بعد تعجيل الصلاة.
والفراغ منها سنة أيضا، ومعلوم أنه من عجل الصلاة عجل الوقوف، لأنه بإثرها، متصل بها. «الاستذكار» ١٣/ ١٤١ و ١٤٢.
(¬٢) اللفظ لمالك في «الموطأ».
(¬٣) اللفظ للبخاري (١٦٦٣).
أخرجه مالك (١١٨٧) (¬١). والبخاري ٢/ ١٦٢ (١٦٦٠) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. وفي ٢/ ١٦٢ (١٦٦٣) قال: حدثنا عبد الله بن مَسلَمة. و «النَّسَائي» ٥/ ٢٥٢،
⦗١٢٩⦘
وفي «الكبرى» (٣٩٨٤) قال: أخبرنا يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرني أشهب. وفي ٥/ ٢٥٤، وفي «الكبرى» (٣٩٨٩) قال: أخبرنا أحمد بن عَمرو بن السَّرح، قال: حدثنا ابن وهب. و «ابن خزيمة» (٢٨١٠) قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب. وفي (٢٨١٤) قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا أشهب.
أربعتهم (عبد الله بن يوسف، وعبد الله بن مَسلَمة، وأشهب بن عبد العزيز، وعبد الله بن وهب) عن مالك بن أنس، أن ابن شهاب حدثه، عن سالم بن عبد الله، فذكره (¬٢).
---------------
(¬١) وهو في رواية أبي مصعب الزُّهْري، للموطأ (١٤٥٥)، وورد في «مسند الموطأ» (١٧٨).
(¬٢) المسند الجامع (٧٥٨٨)، وتحفة الأشراف (٦٩١٦).
والحديث؛ أخرجه البيهقي ٥/ ١١٦، والبغوي (١٩٣٢).
- قال ابن عبد البَر: هذا الحديث يخرج في المسند، لقول عبد الله بن عمر للحجاج: «الرواح هذه الساعة إن كنت تريد السنة»، ولقول سالم: «إن كنت تريد أن تصيب السنة، فاقصر الخطبة، وعجل الصلاة»، وقول ابن عمر: «صدق». «التمهيد» ١٠/ ٧.
- وفي رواية: «عن الحسن، قال: قال رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم: ما من قطرتين أحب إلى الله من قطرة دم في سبيله، أو من قطرة دموع قطرت من عين رجل قائم في جوف الليل، من خشية الله، وما من جرعتين أحب إلى الله، من جرعة محزنة موجعة، ردها صاحبها بحسن صبر وعزاء، أو جرعة غيظ كظم عليها»، «مُرسَل» (¬١).
- وأخرجه ابن أبي شيبة (٣٦٨٦٨) قال: حدثنا عبد الأعلى. و «البخاري» في «الأدب المفرد» (١٣١٨) قال: حدثنا أحمد بن يونس، قال: حدثنا أَبو شهاب عبد رَبِّه.
كلاهما (عبد الأعلى بن عبد الأعلى السامي، وأَبو شهاب الحناط عبد رَبِّه بن نافع) عن يونس بن عبيد، عن الحسن، عن عبد الله بن عمر، قال:
«ما تجرع عبد جرعة أفضل عند الله أجرا، من جرعة كظمها لله، ابتغاء وجه الله».
- وفي رواية: «ما من جرعة أعظم عند الله أجرا، من جرعة غيظ، كظمها عبد، ابتغاء وجه الله» (¬٢)، «موقوف» (¬٣).
---------------
(¬١) أخرجه مرسلا؛ البيهقي في «شعب الإيمان» (٧٩٥٥).
(¬٢) اللفظ للبخاري.
(¬٣) أخرجه موقوفا؛ ابن الأعرابي في «معجمه» (٥٣٧).
- فوائد:
- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ قال ابن أبي حاتم: حدثنا محمد بن سعيد بن بلج، قال: سمعت عبد الرَّحمَن بن الحكم يقول: سمعت جريرا يسأل بَهزا، يعني ابن أسد، عن الحسن، من لقي من أصحاب رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم؟ فقال: سمع من ابن عمر حديثا. «المراسيل» (٩٥ و ٩٩ و ١٠٨ و ١٢٣).
- وقال الدارقُطني: يرويه يونس بن عبيد، واختُلِف عنه؛
فرواه أَبو شهاب الحناط، وعبد الوَهَّاب الثقفي، عن يونس، عن الحسن، عن ابن عمر، موقوفا.
⦗١٢٩⦘
ورفعه علي بن عاصم، عن يونس.
والموقوف أصح. «العلل» (٣٠٣١).
الصفحة 128
512