كتاب المسند المصنف المعلل (اسم الجزء: 15)

• حديث محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر، عن ابن عمر، قال:
«قال رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم في حجة الوداع: ألا أي شهر تعلمونه أعظم حرمة؟ قالوا: ألا شهرنا هذا، قال: ألا أي بلد تعلمونه أعظم حرمة؟ قالوا: ألا بلدنا هذا، قال: ألا أي يوم تعلمونه أعظم حرمة؟ قالوا: ألا يومنا هذا، قال: فإن الله، تبارك وتعالى، قد حرم دماءكم، وأموالكم، وأعراضكم، إلا بحقها، كحرمة يومكم هذا، في بلدكم هذا، في شهركم هذا، ألا هل بلغت؟ ثلاثا، كل ذلك يجيبونه: ألا نعم».
يأتي إن شاء الله تعالى، في كتاب الفتن.
٧٢١٧ - عن صدقة بن يسار، عن ابن عمر؛
«أن هذه السورة أنزلت على رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم في أوسط أيام التشريق، بمنى، وهو في حجة الوداع: {إذا جاء نصر الله والفتح} حتى ختمها، فعرف رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم أنه الوداع، فأمر براحلته القصواء، فرحلت له فركب، فوقف للناس بالعقبة، فاجتمع إليه الناس، فحمد الله، وأثنى عليه بما هو أهله، فقال: أيها الناس، إن كل دم كان في الجاهلية فهو هدر، وأول دمائكم دم إياس بن ربيعة بن الحارث، كان مسترضعا في بني ليث، فقتلته هذيل، وإن أول ربا كان في الجاهلية، ربا العباس بن عبد المطلب، فهو أوضع، لكم رؤوس أموالكم، لا تظلمون ولا تظلمون.

⦗١٥٥⦘
أيها الناس، إن الزمان قد استدار، فهو اليوم كهيئة يوم خلق الله السماوات والأرض، وإن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله، عز وجل، منها أربعة حرم: رجب مضر بين جمادى وشعبان، وذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، وإن النسيء زيادة في الكفر، يضل به الذين كفروا، يحلونه عاما، ويحرمونه عاما، ليواطئوا عدة ما حرم الله، وذلك أنهم كانوا يجعلون صفر عاما حراما، وعاما حلالا، ويجعلون المحرم عاما حلالا، وعاما حراما، وذلك النسيء من الشيطان.
يا أيها الناس، إن الشيطان قد يئس أن يعبد في بلدكم هذا آخر الزمان، وقد رضي منكم بمحقرات الأعمال، فاحذروه في دينكم.
أيها الناس، من كانت عنده وَديعة، فليؤدها إلى من ائتمنه عليها.
- فوائد:
- قال البخاري: عباس بن جليد الحجري، سمع عبد الله بن عَمرو بن العاص؛ قال رجل للنبي صَلى الله عَليه وسَلم: كم يعفى عن الخادم؟ قال: اعف عنه سبعين مرة».
وعن النبي صَلى الله عَليه وسَلم: ما زال جبرائيل يوصيني بالجار، حتى خشيت أن يورثه.
قاله لي أصبغ، عن ابن وهب، قال: أخبرني أَبو هانئ، عن عباس بن جليد الحجري.
وقال بعضهم: عبد الله بن عمر، وهو حديث فيه نظر. «التاريخ الكبير» ٧/ ٣.
- وقال ابن أبي حاتم: سألتُ أبي عن حديثٍ؛ رواه ابن وهب، عن حميد بن هانئ، عن عباس الحجري، عن عبد الله بن عمر، عن النبي صَلى الله عَليه وسَلم؛ أنه سُئِل عن الخادم يذنب؟ قال: يعفى عنه أكثر من سبعين مرة.
ومن المصريين من يرويه عن عبد الله بن عَمرو.
قال أَبو محمد: ورواه أَبو مطيع معاوية بن يحيى، عن سعيد بن أَبي أَيوب، عن عياش بن عباس القتباني، عن عباس الحجري، عن عبد الله بن عمر، عن النبي صَلى الله عَليه وسَلم.
قال أبي: بعبد الله بن عَمرو أشبه، غير أنه قد اتفق نفسين على ابن عمر. «علل الحديث» (٢٣٤١).
- وقال أَبو حاتم الرازي في «علل الحديث» (٢٣٤٥): لا أعلم سمع عباس من ابن عمر شيئا، وقد سمع من عبد الله بن عَمرو.
- قلنا: وفيه اضطراب؛ هل هو: «عن عبد الله بن عمر»، أو: «عن عبد الله بن عَمرو»، خاصة رواية أبي داود، فقد أوردها المِزِّي في مسند عبد الله بن عَمرو. «تحفة الأشراف» (٨٨٣٦)، أما في «تحفة الأشراف» (٧١١٧) مسند عبد الله بن عمر، فأورد المِزِّي رواية التِّرمِذي فقط، ثم نقل كلام التِّرمِذي: «وروى بعضهم هذا الحديث عن

⦗١٥٥⦘
ابن وهب، بهذا الإسناد، وقال: عن عبد الله بن عَمرو»، قال المِزِّي: وهكذا أخرجه أَبو داود، يعني: «عن عبد الله بن عَمرو».
- والذي في طبعة المكنز لـ «سنن أبي داود»: «عبد الله بن عَمرو»، وفي طبعة محيي الدين عبد الحميد، و «عون المعبود شرح سنن أبي داود» (٥١٤٢): «عن عبد الله بن عمر»، وفي «عون المعبود»، قال المنذري: هكذا وقع في سماعنا، وفي غيره: «عن عبد الله بن عَمرو».
وأخرجه البيهقي من طريق أبي داود، وفيه: «عن عبد الله بن عمر»، ثم كتب: وقال أصبغ، عن ابن وهب، بإسناده، سمع عبد الله بن عَمرو بن العاص، وابن عمر أصح.

الصفحة 154