كتاب المسند المصنف المعلل (اسم الجزء: 15)

ـ وقال ابن أبي حاتم: سئل أَبو زُرعَة عن حديث؛ رواه موسى بن إسماعيل المنقري عن حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن يعقوب السدوسي، عن عبد الله بن عَمرو: أن رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم خطب يوم الفتح، الحديث.
وروى هذا الحديث الحميدي، عن ابن عُيينة، عن علي بن زيد، أنه سمع القاسم بن ربيعة يخبر، عن ابن عمر، عن النبي صَلى الله عَليه وسَلم أنه قال يوم فتح مكة ... ، الحديث.
قال أَبو زُرعَة: حديث القاسم بن ربيعة أصح.
قال ابن أبي حاتم: ونفس حديث حماد بن سلمة، فإن أحمد بن سنان حدثنا، عن يزيد، عن حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن يعقوب السدوسي، عن ابن عمر، وليس لابن عَمرو معنى، عن النبي صَلى الله عَليه وسَلم وهو أشبه.
قال ابن أبي حاتم: وقلت لأبي: من يعقوب السدوسي؟ فقال: هو يعقوب بن أوس، ويقال: عتبة بن أوس.
قلت: وقد روى هذا الحديث بطوله: حماد بن سلمة، عن حميد، عن القاسم بن ربيعة؛ أن النبي صَلى الله عَليه وسَلم خطب الناس يوم الفتح ... مرسلا، وهذا أشبه بالصواب، والله أعلم.
قال أَبو محمد: وتابع يزيد بن هارون على روايته أسد بن موسى، فقال: عن حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن يعقوب السدوسي، عن ابن عمر، عن النبي صَلى الله عَليه وسَلم. «علل الحديث» (١٣٨٩).
- وقال أَبو الحسن الدارقُطني: اختلف فيه عن القاسم بن ربيعة؛

⦗٤٢٢⦘
فرواه علي بن زيد بن جدعان، عن القاسم بن ربيعة، عن ابن عمر.
وخالفه أيوب السَّخْتِياني، فرواه عن القاسم بن ربيعة، عن عبد الله بن عَمرو بن العاص.
وقال خالد الحَذَّاء: عن القاسم، عن عقبة بن أوس، عن عبد الله بن عَمرو.
وأرسله حميد الطويل، عن القاسم بن ربيعة.
وقول خالد الحَذَّاء أشبه بالصواب. «العلل» (٢٨٧٤).
٧٨١٥ - عن عبد الله بن دينار، قال: سمعت عبد الله بن عمر، رضي الله عنهما، عن النبي صَلى الله عَليه وسَلم قال:
«إنما أجلكم في أجل من خلا من الأمم، كما بين صلاة العصر ومغرب الشمس، ومثلكم ومثل اليهود والنصارى، كمثل رجل استعمل عمالا، فقال: من يعمل لي إلى نصف النهار، على قيراط؟ فعملت اليهود، فقال: من يعمل لي من نصف النهار إلى العصر، على قيراط؟ فعملت النصارى، ثم أنتم تعملون من العصر إلى المغرب، بقيراطين قيراطين، قالوا: نحن أكثر عملا، وأقل عطاء؟ قال: هل ظلمتكم من حقكم؟ قالوا: لا، قال: فذاك فضلي أوتيه من شئت» (¬١).
- وفي رواية: «إنما أجلكم فيما خلا من الأمم، كما بين صلاة العصر إلى مغارب الشمس، وإنما مثلكم ومثل اليهود والنصارى، كرجل استعمل عمالا، فقال: من يعمل لي إلى نصف النهار، على قيراط قيراط؟ فعملت اليهود على قيراط قيراط، فقال: من يعمل لي من نصف النهار إلى العصر، على قيراط قيراط؟ فعملت النصارى على قيراط قيراط، ثم أنتم تعملون من صلاة العصر إلى مغارب الشمس، على قيراطين قيراطين، فغضبت اليهود والنصارى، وقالوا: نحن أكثر عملا، وأقل عطاء؟ قال: هل ظلمتكم من حقكم شيئا؟ قالوا: لا، قال: فإنه فضلي أوتيه من أشاء» (¬٢).
---------------
(¬١) اللفظ للبخاري (٥٠٢١).
(¬٢) اللفظ للترمذي.
- وفي رواية: «مثل هذه الأمة، أو قال: أمتي، ومثل اليهود والنصارى، كمثل رجل قال: من يعمل لي من غدوة إلى نصف النهار، على قيراط؟ قالت اليهود: نحن، ففعلوا، فقال: فمن يعمل لي من نصف النهار إلى صلاة العصر، على قيراط؟ قالت النصارى: نحن، فعملوا، وأنتم المسلمون تعملون من صلاة العصر إلى الليل، على قيراطين، فغضبت اليهود والنصارى، فقالوا: نحن أكثر عملا، وأقل أجرا، فقال: هل ظلمتكم من أجركم شيئا؟ قالوا: لا، قال: فذاك فضلي أوتيه من أشاء» (¬١).

⦗٤٢٢⦘
أخرجه أحمد (٥٩٠٢ و ٥٩٠٤) و ٢/ ١١٢ (٥٩١١) قال: حدثنا مُؤَمَّل، قال: حدثنا سفيان. وفي ٢/ ١١١ (٥٩٠٣) قال: سمعت من يحيى بن سعيد هذا الحديث فلم أكتبه: عن سفيان. و «البخاري» ٣/ ٩٠ (٢٢٦٩) قال: حدثنا إسماعيل بن أبي أويس، قال: حدثني مالك. وفي ٦/ ١٩١ (٥٠٢١) قال: حدثنا مُسدد، عن يحيى، عن سفيان. و «التِّرمِذي» (٢٨٧١) قال: حدثنا إسحاق بن موسى، قال: حدثنا مَعْن، قال: حدثنا مالك. و «ابن حِبَّان» (٦٦٣٩) قال: أخبرنا محمد بن عبد الرَّحمَن السامي، قال: حدثنا يحيى بن أيوب المقابري، قال: حدثنا إسماعيل بن جعفر. وفي (٧٢١٧) قال: أخبرنا الحسن بن سفيان، قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا إسماعيل بن جعفر.
ثلاثتهم (سفيان الثوري، ومالك بن أنس، وإسماعيل بن جعفر) عن عبد الله بن دينار، فذكره (¬٢).
- قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
---------------
(¬١) اللفظ لأحمد (٥٩٠٢).
(¬٢) المسند الجامع (٨٢٢٣)، وتحفة الأشراف (٧١٦٦ و ٧٢٣٥)، وأطراف المسند (٤٣٤٤).
والحديث؛ أخرجه الطبري ٢٢/ ٤٤٠.

الصفحة 421