كتاب المسند المصنف المعلل (اسم الجزء: 15)

ورواه معمر فقال، عن الزُّهْري عن سالم، عن أبيه، فأخطأ فيه، وتابعه عليه صالح بن أبي الأخضر. «مسنده» (٧٧٨٣).
- وقال ابن عَدي: والأصل في هذا الحديث الصحيح، الذي رووه عن الزُّهْري، عن أَبي بكر بن عُبيد الله بن عبد الله بن عمر، عن ابن عمر، وأخطأ معمر في هذا الحديث، فقال: عن الزُّهْري عن سالم عن أبيه. «الكامل» ٦/ ٨.
- سئل الدارقُطني عن حديث سالم، عن أبيه، عن عمر، عن النبي صَلى الله عَليه وسَلم؛ إذا أكل أحدكم فليأكل بيمينه، الحديث.
فقال: هو حديث يرويه الزُّهْري، واختُلِف عنه؛
فرواه مَعمَر، عن الزُّهْري، واختلف عن معمر؛

⦗٤٤٨⦘
فقال سعيد بن أبي عَروبَة: عن مَعمَر، عن الزُّهْري، عن سالم، عن أبيه، عن عمر.
قاله مكي بن إبراهيم عنه.
وخالفه غيره عن سعيد، فلم يذكر فيه عمر.
وكذلك قال عبد الرزاق عن معمر.
وكذلك قيل عن عَبدة بن سليمان، عن عُبيد الله بن عمر، عن الزُّهْري، عن سالم، عن ابن عمر، عن عمر.
وهو وهم ممن قاله، والمحفوظ: عن عبدة، عن عُبيد الله، عن الزُّهْري، عن أَبي بكر بن عُبيد الله، عن جَدِّه عبد الله بن عمر، عن عمر.
وخالف عبدة أصحاب عُبيد الله، فرووه عن عُبيد الله، عن الزُّهْري، ولم يذكروا فيه عمر.
والقول قول من لم يذكر فيه عمر.
وكذلك رواه مالك، ويونس، عن الزُّهْري، عن أَبي بكر بن عُبيد الله، عن ابن عمر، عن النبي صَلى الله عَليه وسَلم.
وقيل: إن أبا بكر بن عُبيد الله اسمه القاسم، ولم يسمع هذا من ابن عمر لأن عمر بن محمد بن زيد رواه عن القاسم بن عُبيد الله، عن سالم، عن ابن عمر، عن النبي صَلى الله عَليه وسَلم.
وهو أصحها، والله أعلم. «العلل» (١٠٠).
- فوائد:
- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ قال البخاري: محمد بن عبد الله بن عَمرو بن عثمان بن عفان، عنده عجائب. «التاريخ الكبير» ١/ ١٣٨.
- الفرج؛ هو ابن فضالة، وهاشم؛ هو ابن القاسم.
٧٨٤٤ - عن نافع، عن عبد الله بن عمر، رضي الله عنهما، عن النبي صَلى الله عَليه وسَلم قال:
«خرج ثلاثة نفر يمشون، فأصابهم المطر، فدخلوا في غار في جبل، فانحطت عليهم صخرة، قال: فقال بعضهم لبعض: ادعوا الله بأفضل عمل عملتموه، فقال أحدهم: اللهم إني كان لي أَبوان، شيخان كبيران، فكنت أخرج فأرعى، ثم أجيء فأحلب، فأجيء بالحلاب، فآتي به أَبوي فيشربان، ثم أسقي الصبية، وأهلي وامرأتي، فاحتبست ليلة، فجئت فإذا هما نائمان، قال: فكرهت أن أوقظهما، والصبية يتضاغون عند رجلي، فلم يزل ذلك دأبي ودأبهما، حتى طلع الفجر، اللهم إن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك، فافرج عنا فرجة نرى منها السماء، قال: ففرج عنهم.
وقال الآخر: اللهم إن كنت تعلم، أني كنت أحب امرأة من بنات عمي، كأشد ما يحب الرجل النساء، فقالت: لا تنال ذلك منها حتى تعطيها مئة دينار،

⦗٤٤٨⦘
فسعيت فيها حتى جمعتها، فلما قعدت بين رجليها، قالت: اتق الله، ولا تفض الخاتم إلا بحقه، فقمت وتركتها، فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك، فافرج عنا فرجة، قال: ففرج عنهم الثلثين.
وقال الآخر: اللهم إن كنت تعلم أني استأجرت أجيرا، بفرق من ذرة فأعطيته، وأبى ذاك أن يأخذ، فعمدت إلى ذلك الفرق فزرعته، حتى اشتريت منه بقرا وراعيها، ثم جاء فقال: يا عبد الله، أعطني حقي، فقلت: انطلق إلى تلك البقر وراعيها فإنها لك، فقال: أتستهزئ بي؟ قال: فقلت: ما أستهزئ بك ولكنها لك، اللهم إن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك، فافرج عنا، فكشف عنهم» (¬١).
---------------
(¬١) اللفظ للبخاري (٢٢١٥).

الصفحة 447