كتاب فتوح الغيب في الكشف عن قناع الريب (حاشية الطيبي على الكشاف) (اسم الجزء: 15)

فإن وافقه أكرمه، وإلا نوى الصوم. وعن الحسن: ما أمره الله بشيء إلا وفى به. وعن الهذيل بن شرحبيل: كان بين نوح وبين إبراهيم يؤخذ الرجل بجريرة غيره، ويقتل بأبيه وابنه وعمه وخاله، والزواج بامرأته، والعبد بسيده؛ فأول من خالفهم إبراهيم. وعن عطاء ابن السائب: عهد أن لا يسأل مخلوقا، فلما قذف في النار قال له جبريل وميكائيل: ألك حاجة؟ فقال: أما إليكما فلا. وعن النبي صلى الله عليه وسلم: "وفي عمله كل يوم بأربع ركعات في صدر النهار، وهي صلاة الضحى". وروي: ألا أخبركم سمى الله خليله {الَّذِي وفَّى}؟ كان يقول إذا أصبح وأمسى: ) {فَسُبْحَانَ الله حِينَ تُمْسُونَ} إلى {حِينَ تُظْهِرُونَ} [الروم: 17 - 18] وقيل: وفي سهام الإسلام: وهي ثلاثون: عشرة في التوبة {التَّائِبُونَ ..... } [التوبة: 112]، وعشرة في الأحزاب: {إنَّ المُسْلِمِينَ ... } [الأحزاب: 33] وعشرة في المؤمنين {قَدْ أَفْلَحَ المُؤْمِنُونَ .... } [المؤمنون: 1 - 10] وقرئ: (في صحف)، بالتخفيف.
{أَلاَّ تَزِرُ} "أن" مخفقة من الثقيلة. والمعنى: أنه لا تزر، والضمير ضمير الشأن، ومحل "أن" وما بعدها: الجر، بدلا من "ما في صحف موسى". أو الرفع على: هو أن لا تزر، كأن قائلا قال: وما في صحف موسى وإبراهيم؟ فقيل: أن لا تزر.
{إلاَّ مَا سَعَى} إلا سعيه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قوله: (فإن وافقه أكرمه) قال: يقال: وافقت فلانًا يصلي، ووفقته أي: وجدته.
قوله: ({إلاَّ مَا سَعَى} إلا سعيه). الراغب، السعي: المشي السريع، وهو دون العدو، ويستعمل في الجد في الأمر، خيرًا كان أو شرًا، قال تعالى: {وأَن لَّيْسَ لِلإنسَانِ إلاَّ مَا سَعَى}، وأكثر ما يستعمل في الأفعال المحمودة، وخص المسعاة بطلب المكرمة.

الصفحة 103