كتاب فتوح الغيب في الكشف عن قناع الريب (حاشية الطيبي على الكشاف) (اسم الجزء: 15)

شعريان؛ الغميصاء والعبور. وكانت خزاعة تعبدها، سن لهم ذلك أبو كشبه رجل من أشرافهم، وكانت قريش تقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أبو كبشة، تشبيها له به، لمخالفته إياهم في دينهم، يريد: أنه رب معبودهم هذا.
عاد الأولى: قوم هود، وعاد الأخرى: إرم. وقيل: الأولى: القدماء؛ لأنهم أول الأمم هلاكا بعد قوم نوح، أو المتقدمون في الدنيا الأشراف. وقرئ: (عادًا لولى)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال ذو الرمة: يذكر طلوعها أول الليل وفي الشتاء:
إذا أمست الشعرى العبور كأنها .... مهاة علت من رمل يبرين رابيا
انتهى كلام ابن قتيبة.
وعن بعضهم: الجبار: اسم الجوزاء، والكلب: اسم الشعرى، لأنه يتبع الجوزاء كما يتبع الكلب الصائد.
قوله: (وقيل: الأولى: القدماء) سلك بالأولى ما سلكه بالأخرى في قوله: {ومَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى} فسرها تارة بالتقدم الزماني حيث قال: "أول الأمم هلاكًا بعد قوم نوح"، وأخرى بالتقدم الرتبي، وإليه الإشارة بقوله: "أو المتقدمون في الدنيا الأشراف".
قوله: (وقرئ: "عادًا لولى" نافع وأبو عمرو: بضم اللام بحركة الهمزة، وإدغام التنوين فيها، وأتى قالون بعد ضمه اللام بهمزة ساكنة في موضع الواو، والباقون: يكسرون التنوين ويسكنون اللام، ويحققون الهمزة بعدها.

الصفحة 110