كتاب فتوح الغيب في الكشف عن قناع الريب (حاشية الطيبي على الكشاف) (اسم الجزء: 15)

{وفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ} هو المطر؛ لأنه سبب الأقوات. وعن سعيد بن جبير: هو الثلج وكل عين دائمة منه. وعن الحسن: أنه كان إذا رأى السحاب قال لأصحابه: فيه والله رزقكم، ولكنكم تحرمونه لخطاياكم.
{ومَا تُوعَدُونَ} الجنة: هي على ظهر السماء السابعة تحت العرش، أو أراد: أن ما ترزقونه في الدنيا وما توعدون به في العقبى كله مكتوب في السماء.
قرئ: (مثل ما) بالرفع صفة للحق، أي: حق مثل نطقكم، وبالنصب على: إنه لحق حقا مثل نطقكم. ويجوز أن يكون فتحا لإضافته إلى غير متمكن، و"ما" مزيدة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قوله: ("مثل ما" بالرفع) أبو بكر وحمزة والكسائي، والباقون: بالنصب، قال أبو البقاء: الرفع على أنه نعت لـ"حق"، أو خبر ثان، أو على أنهما خبر واحد، مثل: حلو حامض، و"ما" زائدة على الأوجه الثلاثة، والفتح فيه وجهان أحدهما: وهو مغرب، وفيه أوجه، إما هو حال الضمير في حق، أو على إضمار أغنى، أو على أنه مرفوع الموضع، ولكنه فتح كما فتح الظرف في قوله: {لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ} [الأنعام: 94] على قول الأخفش، و"ما" على هذه الأوجه زائدة أيضًا، والوجه الثاني: هو مبني، وفيه وجهان، أحدهما: أنه ركب مع "ما" كخمسة عشر، و"ما" على هذا يجوز أن تكون زائدة، وأن تكون نكرة موصوفة،

الصفحة 20