كتاب فتوح الغيب في الكشف عن قناع الريب (حاشية الطيبي على الكشاف) (اسم الجزء: 15)

لأنه في الأصل مصدر: ضافه. وكانوا اثني عشر ملكا وقيل: تسعة عاشرهم جبريل وقيل: ثلاثة: جبريل، وميكائيل، وملك معهما. وجعلهم ضيفا؛ لأنهم كانوا في صورة الضيف: حيث أضافهم إبراهيم. أو لأنهم كانوا في حسبانه كذلك. وإكرامهم: أن إبراهيم خدمهم بنفسه، وأخدمهم امرأته، وعجل لهم القرى، أو أنهم في أنفسهم مكرمون. قال الله تعالى: {بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ} [الأنبياء: 26]
{إذْ دَخَلُوا} نصب بـ {المُكْرَمِينَ} إذا فسر بإكرام إبراهيم لهم؛ وإلا فبما في {ضَيْفِ} من معنى الفعل. أو بإضمار: اذكر.
{سَلامًا} مصدر ساد مسد الفعل مستغنى به عنه. وأصله: نسلم عليكم سلامًا، وأما {سَلامٌ} فمعدول به إلى الرفع على الابتداء. وخبره محذوف، معناه: عليكم سلام، للدلالة على ثبات السلام، كأنه قصد أن يحييهم بأحسن مما حيوه به، أخذًا بأدب الله تعالى. وهذا أيضًا من إكرامه لهم. وقرئا مرفوعين، وقرئ: (سلامًا قال سلمًا)، والسلم: السلام. وقرئ: (سلامًا قال سلم).
{قَوْمٌ مُّنكَرُونَ} أنكرهم للسلام الذي هو علم الإسلام، أو أراد أنهم ليسوا من معارفه أو من جنس الناس الذين عهدهم، كما لو أبصر العرب قومًا من الخزر،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قوله: (وقرئا مرفوعين، وقرئ: "سلامًا") المشهورة: بالنصب، والرفع: شاذة، حمزة والكسائي: "قال سلم" بكسر السين وإسكان اللام، والباقون: بفتح السين واللام وألف بعدها.
قوله: (من الجرز) عن بعضهم: جيل من الناس، وهم الغز والأتراك.

الصفحة 23