كتاب فتوح الغيب في الكشف عن قناع الريب (حاشية الطيبي على الكشاف) (اسم الجزء: 15)

وقرئ: (الصعقة) وهي المرة من مصدر صعقتهم الصاعقة، والصاعقة: النازلة نفسها، {وهُمْ يَنظُرُونَ} كانت نهارا يعاينونها.
وروي أن العمالقة كانوا معهم في الوادي ينظرون إليهم وما ضرتهم، {فَمَا اسْتَطَاعُوا مِن قِيَامٍ} كقوله تعالى: {فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ} بالعنكبوت: 37] وقيل: هو من قولهم: ما يقوم به، إذا عجز عن دفعه. {مُنتَصِرِينَ} ممتنعين من العذاب.
[{وقَوْمَ نُوحٍ مِّن قَبْلُ إنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ} 46]
{وقَوْمَ} قرئ بالجر على معنى: وفي قوم نوح، وتقويه قراءة عبد الله: (وفي قوم نوح). وبالنصب على معنى: وأهلكنا قوم نوح؛ لأم ما قبله يدل عليه. أو واذكر قوم نوح.
[{والسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وإنَّا لَمُوسِعُونَ * والأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ المَاهِدُونَ} 47 - 48]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الناقة، وكانت لهم في تلك الأيام أنواع من الآيات، كتغيير ألوانهم واسوداد وجوههم، وهو ضعيف؛ لأن ترتب قوله: {فَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ} بالفاء دليل على أن العتو كان بعد قوله: {تَمَتَّعُوا}. فإذن الظاهر هو ما قدر الله تعالى للناس من الآجال، فما من أحد إلا وهم ممهل مدة الأجل، يقال له: تمتع إلى آخر أجلك، فإن أحسنت فقد حصل لك التمتع في الدارين، وإلا ما لك في الآخرة من نصيب.
قوله: (وقرئ: "الصعقة")، الكسائي وحده.
قوله: ({وقَوْمَ} قرئ بالجر) أبو عمرو وحمزة والكسائي، والباقون بالنصب.

الصفحة 30