كتاب فتوح الغيب في الكشف عن قناع الريب (حاشية الطيبي على الكشاف) (اسم الجزء: 15)

ويشخص بها من حوادث الدهر. قال:
أمن المنون وريبه تتوجع
وقيل: المنون: الموت، وهو في الأصل فعول؛ من منه: إذا قطعه؛ لأن الموت قطوع؛
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال الواحدي: ينتظر به حدثان الموت وحوادث الدهر، المنون يكون بمعنى الدهر وبمعنى المنية.
قوله: (ويشخص بها). يقال للرجل إذا ورد عليه أمر أقلقه: شخص به.
قوله: (أمن المنون) وتمامه:
والدهر ليس بمعتب من يجزع
بمعتب: بمرضي، الأساس: استعتبه: استرضاه، وفي معناه قول القائل:
عن الدهر فاصفح إنه غير معتب .... وفي غير من قد وارت الأرض فاطمع
قوله: (وقيل: المنون: الموت)، الراغب: رابني كذا وأرابني، فالريب أن يتوهم بالشيء أمرًا ما، فينكشف عما يتوهمه، ولهذا قال تعالى: {لَا رَيْبَ فِيهِ} [البقرة: 2] والإرابة أن: يتوهم فيه أمرًا فلا ينكشف عما يتوهمه، قال تعالى: {وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَاتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ} [البقرة: 23]، وريب الدهر: صروفه، وإنما قيل: "ريب" لما يتوهم فيه من المنكر.
وقوله: {نَّتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ المَنُونِ}، سماه ريبًا لأنه يشكك في كونه، بل من حيث تشكك في

الصفحة 57