كتاب فتوح الغيب في الكشف عن قناع الريب (حاشية الطيبي على الكشاف) (اسم الجزء: 15)

يعني: أنها تنشق، وهي مسكن الملائكة، فينضوون إلى أطرافها وما حولها من حافتها، {ثَمَانِيَةَ} أي: ثمانية منهم.
وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هم اليوم أربعة، فإذا كان يوم القيامة أيدهم الله بأربعة آخرين فيكونون ثمانية". وروي: ثمانية أملاك أرجلهم في تخوم الأرض السابعة، والعرش فوق رؤوسهم، وهم مطرقون مسبحون. وقيل: بعضهم على صورة الإنسان،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الملائكة، وجعلوا الميم زائدة. وقال بعض المحققين: هو من الملك، قال: والمتولي من الملائكة شيئًا من السياسات، يقال له: ملك بالفتح، ومن البشر يقا له: ملك بالكسر. قال: فكل ملك ملائكة من غير عكس، بل الملك هو المشار إليه بقوله تعالى: {فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا} [النازعات: 5]، {فَالْمُقَسِّمَاتِ} [الذاريات: 4]، {والنَّازِعَاتِ} [النازعات: 1]. ومنه ملك الموت، {والْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا} ".
قوله: (فينضوون إلى أطرافها)، الجوهري: "ضويت إليه، بالفتح، أضوي ضويًا، إذا أويت إليه وانضممت".
قوله: (في تخوم الأرض)، الجوهري: "التخم: منتهى كل قرية أو أرض، والجمع تخوم، مثل فليس وفلوس. وقال ابن السكيت: سمعت أبا عمرو يقول: هي تخوم الأرض، والجمع تخم، مثل: صبور وصبر".

الصفحة 619