كتاب فتوح الغيب في الكشف عن قناع الريب (حاشية الطيبي على الكشاف) (اسم الجزء: 15)

هو إقسام بالأشياء كلها على الشمول والإحاطة، لأنها لا تخرج من قسمين: مبصر وغير مبصر. وقيل: الدنيا والآخرة، والأجسام والأرواح، والإنس والجن، والخلق والخالق، والنعم الظاهرة والباطنة، إن هذا القرآن {لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ}، أي: يقوله ويتكلم به على وجه الرسالة من عند الله {ومَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ} ولا {كَاهِنٍ} كما تدعون، والقلة في معنى العدم، أي: لا تؤمنون ولا تذكرون البتة. والمعنى: ما أكفركم وما أغفلكم! {تَنزِيلٌ}، بيانا لأنه قول رسول نزل عليه {مِّن رَّبِّ العَالَمِينَ}
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في {الخَاطِئُونَ} و {الصًّابِؤُونَ} [البقرة: 62، الحج: 17] وبين غيرها من جهة الإصلاح واللغة.
قوله: (والمعنى: ما أكفركم! )، يعني: قوله: {قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ}، تتميم للمعنى السابق، وفيه معنى التعجب كقول الشاعر:
وجار جساس أبانا بنابها .... كليبًا، غلت ناب كليب بواؤها
والقلة بمعنى العدم.
قوله: (هو تنزيل، بيانًا)، "بيانًا": مفعول له لمحذوف، يريد: {تَنزِيلٌ} خبر مبتدأ محذوف؛ فالجملة مفصولة عن الأولى للبيان، لأن كونه قول رسول، لا يكون إلا تنزيلًا، لأن الرسول لا يتلكم من تلقاء نفسه.

الصفحة 630