كتاب فتوح الغيب في الكشف عن قناع الريب (حاشية الطيبي على الكشاف) (اسم الجزء: 15)
كطريقة وطرق. وقرئ: (الحبك) بوزن القفل. و (الحبك)، بوزن السلك. و (الحبك)، بوزن الجبل. و (الحبك) بوزن البرق. و (الحبك) بوزن النعم. و (الحبك) بوزن الإبل.
{إنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُّخْتَلِفٍ} قولهم في الرسول: ساحر وشاعر ومجنون، وفي القرآن: شعر وسخر وأساطير الأولين. وعن الضحاك: قول الكفرة لا يكون مستويا، إنما هو متناقض مختلف. وعن قتادة: منكم مصدق ومكذب، ومقر ومنكر.
{يُؤْفَكُ عَنْهُ} الضمير للقرآن أو الرسول، أي: يصرف عنه من صرف الصرف الذي لا صرف أشد منه وأعظم؛
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قوله: (وقرئ: "الحبك") القراءات، نسبها ابن جني إلى الحسن، وقال: جميعها: طرائق الغيم، وأثر حسن الصنعة فيه.
قال الزجاج: الحبك في اللغة: ما أجيد عمله، وكل ما تراه من الطرائق في الماء وفي الرمل إذا أصابته الريح، واحداها حباك مثل: مثال ومثل، أو حبيكة مثل: طريقة وطرق
قوله: (قولهم في الرسول صلى الله عليه وسلم: ساحر وشاعر ومجنون، وفي القرآن: شعر وسحر وأساطير)
قال القاضي: ولعل النكتة في هذا القسم؛ تشبيه أقوالهم في اختلافها وتباين أغراضها، بطرائق السموات في تباعدها واختلاف غاياتها.
قوله: (الضمير للقرآن أو الرسول) يعني: في {عَنْهُ}، وما دل عليه قوله: {لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ} وتفسيره قولهم في الرسول: ساحر وشاعر ومجنون وفي القرآن: شعر وسحر وأساطير.
قوله: (أي يصرف عنه من صرف الصرف الذي لا صرف أشد منه)، الانتصاف:
الصفحة 9
648