كتاب فتوح الغيب في الكشف عن قناع الريب (حاشية الطيبي على الكشاف) (اسم الجزء: 15)

وقرئ: (ضئزى) من: ضأزه، بالهمز. و (ضيزى) بفتح الضاد. {هِيَ} ضمير الأصنام، أي ما هي {إِلاَّ أَسْمَاءٌ} ليس تحتها في الحقيقة مسميات، لأنكم تدعون الإلهية لما هو أبعد شيء منها وأشده منافاة لها. ونحوه قوله تعالى: {مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا} [يوسف: 40] أو ضمير الأسماء وهي قولهم: اللات والعزى ومناة، وهم يقصدون بها أسماء الآلهة، يعني: ما هذه الأسماء إلا أسماء سميتموها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هو من بناء الأسماء كالشعرى والدلفى. وجمع الأبيض بيض، وأصله بيض _بضم الباء_، وإنما أبدلوا من الضمة كسرة ليصح البناء.
قال الزجاج: أجمعوا أن أصل ضيزى، ضوزى، نقلت من "فعلى" إلى "فعلى"، كأبيض إلى بيض وأصله بوض، كأحمر وحمر، فنقلت الضمة إلى الكسرة وهم لا يعرفون في الكلام فعلى صفة، بل فعلى بالفتح نحو سكرى وعصبى، وبالضم؛ نحو: حبلى وفضلى، ولذلك قالوا: مشية حيكى، وهي مشية يحيك فيها صاحبها: أي يتبختر، فحيكى عندهم: فعلى بضم الفاء بضم الفاء أيضًا.
قوله: (وقرئي: "ضئزى" من: ضأزة، بالهمز) ابن كثير: ضئزى بالهمز، والباقون بغير همز.
قوله: (يعني: ما هذه الأسماء إلا أسماء سميتموها) وقال أبو البقاء: يجب أن يكون المعنى: ذوات أسماء، لقوله: {سَمَّيْتُمُوهَا}، لأن لفظ الاسم لا يسمى. والمصنف ذهب إلى أن هذه التسمية تسمية ليس لها مسميات يستحق أن يسمى بها، لأن الإله ينبغي أن يكون

الصفحة 95